أشكو من تقلبات مزاجية كثيرة ورغبة في العزلة، فما العلاج؟

0 0

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم على هذا الموقع المبارك، وجزاكم الله خيرا.

أعاني من هذه الأعراض منذ حوالي شهرين: من (حزن شديد، واكتئاب، وفقدان طعم الحياة، وعدم الاستمتاع بأي شيء، قلق وخوف مستمر، خوف من الخروج من المنزل، وخوف من الأماكن الخالية من الناس، وأحيانا الخوف من الأماكن المزدحمة أيضا).

وأعاني من تقلبات مزاجية، أحيانا أشعر أن مزاجي يتغير بشكل مفاجئ بين حزن شديد وقلق شديد، مع دوخة، أشعر بالدوخة غالبا، خاصة مع التوتر والخوف، مع الرغبة في الانعزال، أفضل البقاء في البيت، وأتجنب الأماكن العامة؛ بسبب الخوف والقلق.

فبم تنصحونني بارك الله فيكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا جزيلا على استشارتك التي اطلعت عليها اليوم، والتي ذكرت فيها أنك تعاني من بعض الأعراض منذ شهرين، وتتلخص في عنوان سؤالك وهي: اكتئاب، وقلق، وخوف.

عموما، هذه الأعراض التي ذكرتها تنصب فيما يسمى بـ (اضطراب الاكتئاب)، والذي يأتي أحيانا مصاحبا له أيضا علامات القلق المختلفة، ومنها الخوف، ولكن المزاج هو الأساس في هذا الاضطراب، وهو الشعور بالحزن الشديد، والقلق، والتوتر، واضطراب المزاج المستمر.

أولا: هذا الاضطراب يحتاج إلى علاج، وهنالك أنواع مختلفة من العلاجات، وعادة تبدأ عملية العلاج في مثل هذه الاضطرابات بعملية التقييم الأولية التي تتم بواسطة الطبيب، ومن المهم فيها تقييم الصحة بشكل عام، وخاصة من خلال عمل بعض الفحوصات الطبية المهمة؛ حتى نطمئن إلى سلامة الجسم من أي أمراض مصاحبة أو مسببة لهذا الاضطراب، ومن بعد ذلك تبدأ عملية الدخول في مرحلة العلاج، والذي يتضمن أنواعا مختلفة من العلاجات منها العلاج الطبي، والعلاج السلوكي، والعلاج النفسي، والعلاج الاجتماعي، والروحي.

في مثل هذه الحالة أيضا، أنصحك أولا أن تباشر بزيارة الطبيب، أي طبيب، حتى لو كان طبيبا عاما، ليقوم بالكشف الطبي والاطمئنان على صحتك العامة.

ثانيا: قبل البدء في العلاجات الدوائية، يمكنك القيام ببعض التغييرات البسيطة التي يمكن أن تساعد في التخفيف من حالة الاضطراب، والدخول في مرحلة التعافي، وهناك نسبة كبيرة من المصابين بهذا الاضطراب، يمكن لهم أن يتعافوا خلال فترة ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر بدون حتى تدخلات طبية، ولكن الأمر يحتاج إلى سلوك بعض المساعدات، والتي تهيء الفرصة للانتقال من حالة الاضطراب إلى حالة الاستشفاء.

ومنها: الاهتمام بالصحة العامة، والاهتمام بالجوانب الغذائية المختلفة، وتناول الأطعمة الصحية المختلفة، وتغيير نمط الحياة اليومية باعتماد برنامج يتضمن الراحة الكافية، والنوم بشكل منتظم في فترات المساء خاصة، والدخول أيضا في برامج تساعد على الاسترخاء، ومنها استخدام كل أنواع الأنشطة التي تساعد الجسم على الاسترخاء، والتخلص من المنغصات والأشياء التي قد تزيد من نسبة الخوف.

كذلك، الانضمام إلى بعض الأنشطة الرياضية، كرياضة المشي حتى ولو كانت لمسافات قصيرة لمدة نصف ساعة يوميا؛ مما يساعد كثيرا الجسم على التخلص من كثير من الضغوطات، وكذلك المشاركة الاجتماعية سواء مع الأهل أو الأصدقاء أو الأقارب؛ مما يساعد أيضا على الخروج من العزلة والتخلص من الخوف والقلق.

مع هذه النصائح المختلفة، يمكنك أيضا أن تحرص على الانضمام إلى بعض البرامج الروحية، والالتزام بالثوابت الدينية، كالمحافظة على صلواتك، والالتزام ببعض الأنشطة الإضافية مثل قراءة القرآن، والمداومة على الأذكار اليومية؛ مما يساعدك أيضا على التخلص من هذه الأفكار السلبية، والتي تزيد من نسبة الإصابة بالتوتر والخوف والقلق.

ختاما في هذه الاستشارة: إذا لم تحس بأي نوع من التحسن مع استخدام هذه النصائح، أرجو أن تقوم بزيارة الطبيب النفسي لعمل تقييم دقيق لحالتك، والبت في أنواع العلاجات المناسبة، والتي قد تتضمن بعض الأدوية، وهذه الأدوية ليس فيها ضرر كبير، بل فيها مصلحة عامة مهمة جدا، ولذلك لا تخف من استخدامها في مثل هذه الحالات.

وفقك الله، وشفاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات