السؤال
أنا معجبة بشاب يدرس معي في الجامعة، لكن لا يوجد بيننا أي تواصل، ولن يحدث -بإذن الله- إلا في إطار الحلال، بدأ هذا الإعجاب من مجرد نظرات، وبعدها بدأت أغض بصري، وهو أيضا، أشعر أنه يغض بصره، ومع ذلك، لا أستطيع أن أمنع نفسي من التفكير به بيني وبين نفسي.
فهل يعتبر هذا الأمر محرما؟ علما أنني أحيانا أتمكن من التوقف عن التفكير، لكنني أحب أن أستمر فيه، وأتمنى أن يكون زوجا لي إن كان خيرا لي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولا: ابنتنا الكريمة: أحسنت في قولك إنك لن تتواصلي مع هذا الشاب الذي أعجبت به إلا في الحلال، وهذا إن دل على شيء، إنما يدل على الإيمان والتربية الصالحة.
ثانيا: حاولي الابتعاد عن النظر إليه، فان النظر سهم من سهام إبليس، وقد أمرنا الله تعالى بغض البصر، قال الله تعالى (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ۚ ذٰلك أزكىٰ لهم ۗ إن الله خبير بما يصنعون} (النور:30) يقول الإمام الطبري في تفسير هذه الآية: قل للمؤمنين يغضوا: " أي يكفوا من نظرهم إلى ما يشتهون النظر إليه، مما قد نهاهم الله عن النظر إليه، فإن غضها من النظر عما لا يحل النظر إليه، وحفظ الفرج عن أن يظهر لأبصار الناظرين؛ أطهر لهم عند الله وأفضل" وكل خطيئة إنما مبدؤها من النظر، وعلى المسلم أن يبتعد عن مواطن الفتن، وبالذات المرأة المسلمة والفتاة الطيبة.
ثالثا: أما سؤالك عن التفكير به في نفسك هل هو حرام؟ فالجواب أن مجرد التفكير، وحديث النفس، قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم به)، رواه البخاري ومسلم. ولكن يكون التفكير في الأمور المباحة كالزواج، وإياك ما وراء ذلك، وأيضا عدم الاستمرار في خواطر النفس؛ فهذا قيد مهم، وحتى لا توقعي نفسك في حبه، ثم تتضح الأمور بعد ذلك، إما أنه لا يفكر بالزواج، أو أن يكون شابا يريد التلاعب بالمشاعر فحسب، وأنه مرتبط بفتاة أخرى، ثم هو إن كان صادقا في هذا الإعجاب، فسيأتي البيوت من أبوابها.
نصيحتي لك ألا تعلقي قلبك بهذا الشاب، وانتظري ما تؤول إليه الأمور، وإياك واتباع الهوى فتزل قدم بعد ثبوتها، وأهم شيء أن تحافظ الفتاة المسلمة على نفسها وعرضها وسمعة أهلها.
أسأل الله -عز وجل- أن يرزقك الاستقامة كما هو حالك -إن شاء الله-، وأن يرزقك ما يتمناه قلبك من الزوج الصالح، وأن يسعدك في الدنيا والآخرة، اللهم آمين.