بعد انتقالي لمكان عمل جديد أحسست بالضيق!

0 0

السؤال

السلام عليكم.

صليت الاستخارة أكثر من مرة، لتحويل مكان عملي لمكان آخر، كنت مرتاحة في مكاني الأول، ولكنه كان بعيدا عني كثيرا، والمكان الثاني سيئ، ولكنه قريب مني، وأشعر الآن بالندم لأنني انتقلت إلى هذا المكان؛ فالعمل سيئ، ومعاملة الناس هنا سيئة.

حاليا أنا مكتئبة وحزينة جدا، ومتغيبة عن العمل؛ فكلما ذهبت شعرت بخنقة، وضيق غريب بالصدر، ولا أتحدث مع أحد، وهذا الأمر سبب لي الحزن والإرهاق، فكيف أتجاوز الأمر؟ وأنا أدعو الله ليلا ونهارا بأن أذهب لمكان أفضل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في إسلام ويب، ونسأل الله أن يشرح صدرك، ويفرج كربك، ويكتب لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

أختنا الكريمة: إن ما تشعرين به من ضيق بعد الانتقال ليس غريبا، وخاصة إن كنت مرتاحة في عملك السابق؛ فالانتقال من بيئة إلى أخرى يخلف في النفس أثرا، فإذا اجتمع مع ذلك كون البيئة الجديدة قاسية، أو غير مريحة، تبين أن الضيقة أمرها طبيعي، واسمحي لنا أن نضع بين يديك بعض الوقفات، والنصائح العملية التي قد تعينك على تجاوز هذه المرحلة:

أولا: الاستخارة لا تعني أن الطريق سيكون سهلا دائما، فكثير من الناس يظن أن صلاة الاستخارة تعني أن الله سيختار له الطريق الأسهل والأريح دائما، وهذا غير دقيق؛ فالاستخارة معناها أن تسألي الله أن يختار لك ما فيه خيرك، حتى لو لم يكن مريحا في البداية، فأحيانا يقودك الله إلى مكان صعب، لأنه سيصرف عنك شرا في المكان الذي رحلت عنه، أو سيخرج منك طاقات لم تكتشفيها في المكان الجديد، أو لأنه سيفتح لك من خلاله بابا آخر أعظم.

ثانيا: لا تتركي القرار كله للشعور فقط؛ فالشعور بالضيق أمر طبيعي في بداية أي انتقال، ولكن لا ينبغي أن يحكم به وحده، فكري بهدوء: هل المشكلة فقط في الناس؟ هل هناك شيء يمكن تغييره؟ هل أعطيت نفسك وقتا كافيا للتأقلم؟ فأحيانا نحتاج فقط إلى وقت، وصحبة صالحة، وتعديل بسيط في روتيننا، فتتغير النفوس، وتلين القلوب.

ثالثا: إن كنت لا تستطيعين الاستمرار فعليا، فلا حرج في الرجوع أو البحث عن بديل؛ فالدين لا يجبرك على البقاء في مكان يؤذيك نفسيا، أو يمرضك، ولكن قبل أن تقدمي على قرار جديد، اجلسي مع نفسك جلسة صدق، واكتبي الأمور التالية:

- ما هي أسباب ضيقتك الحقيقية؟
- ما هي مميزات وسلبيات المكان؟
- ماذا عملت لتجاوزها؟
- ما الحلول الممكنة قبل ترك العمل؟
- هل الرجوع للعمل السابق متاح؟
- هل هناك فرص بديلة أخرى؟

رابعا: ننصحك -أختنا- أن تجعلي لك وردا يوميا من الدعاء، والاستغفار، وقراءة القرآن، فما من هم إلا وله مفتاح، ومفتاح الفرج في الدعاء واليقين، قال الله: "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب".

خامسا: خطوات عملية للهدوء النفسي:
- ابدئي يومك بورد صباحي، وذكر.
- خذي معك شيئا تحبينه في العمل: كتابا، مشروبا، نبتة صغيرة.
- ابحثي عن فتاة جيدة للحديث معها.
- كافئي نفسك في نهاية كل يوم، مع تضخيم الإيجابيات.

سادسا: أكثري من الدعاء دائما بالتوفيق، وقولي: اللهم إن كان هذا المكان خيرا لي في ديني، ودنياي، ومعاشي، وعاقبة أمري، فاجعل لي فيه سعة ورحمة، وإن كان غير ذلك فاصرفه عني، واصرفني عنه، واخلفني خيرا منه، وأرضني بما قسمت لي.

نسأل الله أن يبدل ضيقك سعة، وهمك فرجا، وأن يختار لك ما تقر به عينك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات