الشعور بالضيق يلازمني ويطغى على أحلامي، فهل من نصيحة؟

0 0

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عزباء، وأعمل ممرضة، أعاني من ضيق ورغبة في البكاء كلما أذهب إلى العمل، وقد بدأ الأمر منذ ثمانية أشهر، لكنه يزداد سوءا، وقد أثر على حياتي حتى أصبح الشعور بالضيق يلازمني طوال الوقت، ويطغى حتى على أحلامي.

كلما وقفت على سجادتي للصلاة أو قرأت وردي، ترتاح نفسي، لكنها سرعان ما تعود إلى حالتها السابقة، فأجدني أكبح دموعي، هل من نصيحة؟ لقد تعبت.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيرا، وبارك فيك، وأحببت أن أشاركك بعض الكلمات الصادقة من القلب، راجيا أن تكون سببا في تخفيف همك، وتنير دربك ببعض التوجيهات التي آمل أن تجد فيها النفع والراحة، وأسأل الله أن يمن عليك بالشفاء والعافية والسعادة الدائمة.

من الطبيعي أن تكون الرغبة في البكاء والشعور بالضيق من علامات القلق والاكتئاب، وغالبا ما تكون في درجاتها الخفيفة، لكن نصيحتي لك أن تتجنبي ربط هذه المشاعر بالعمل بشكل مباشر، لأن هذا الربط الزماني أو المكاني قد يجعل مزاجك يميل إلى التشاؤم والقلق، وهذا الأسلوب من التفكير لا نوصي به إطلاقا.

يظهر من خلال رسالتك أنك تعانين من مستوى بسيط من القلق والاكتئاب، وبإذن الله هذا القلق والاكتئاب سيزول قريبا، فاحرصي دائما على تبني أفكار إيجابية، وفي الوقت نفسه نظمي وقتك جيدا، والحمد لله أنك تحافظين على صلاتك وقراءة القرآن، وهذا أمر عظيم جدا.

حددي لحياتك أهدافا واضحة ومحددة، هذا أمر بالغ الأهمية، قسمي هذه الأهداف إلى قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، حتى تستطيعي التقدم خطوة خطوة نحو تحقيقها.

والحمد لله أنك تعملين في وظيفة محترمة ومتميزة، فمجال التمريض مطلوب ومقدر في كل أنحاء العالم، ونحن نعرف الكثير من الممرضات اللاتي وصلن إلى مناصب رفيعة في إدارة الخدمات الصحية، فاحرصي على أن تنظري إلى عملك بتقدير واعتزاز، واعملي بإتقان وحب، واستمتعي بما تقومين به، ولا تنسي أن مساعدتك للآخرين تعود عليك بأثر إيجابي كبير على نفسك وحياتك.

وأيضا أنصحك بتجنب السهر قدر الإمكان، مع العلم أن طبيعة عمل التمريض قد تفرض عليك أحيانا دواما بنظام المناوبات، لكن حتى في تلك الظروف، حاولي تنظيم وقتك بحيث تحصلي على قدر كاف من الراحة لتجديد نشاطك وحيويتك.

احرصي على بر والديك، ففي ذلك خير كثير وبركة في النفس والحياة، ولا أرى أنك بحاجة إلى علاج دوائي في الوقت الحالي. أنصحك بممارسة رياضة المشي أو أي نوع من الرياضة المناسبة للمرأة، لما لها من أثر إيجابي على الصحة النفسية.

كذلك، داومي على تمارين الاسترخاء، مثل: تمارين التنفس العميق (الشهيق والزفير مع حبس النفس لثوان)، وتمارين شد العضلات وإرخائها، فهي مفيدة جدا في تخفيف التوتر، ويمكنك الاستفادة من العديد من البرامج المصورة على اليوتيوب التي تشرح هذه التمارين بطريقة مبسطة.

لا أرى أنك في حاجة لعلاج دوائي، وتكفي هذه النصائح التي أسديناها إليك بإذن الله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، بالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات