كيف تتعامل الزوجة مع سلفتها التي تفتعل معها المشكلات؟

0 0

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيوخنا الأفاضل الكرام: أرسل إلي أحد الإخوة هذا السؤال نيابة عن أخته، وتطلب منكم التوجيه الشرعي:

الأخت تسكن مع زوجها ووالديه في بيت العائلة، لزوجها أخ متزوج يعمل مدرسا، ويقيم في مدينة أخرى بعيدا عن والديه، وفي الإجازات، يأتي هذا الأخ مع زوجته لزيارة أهله، وأحيانا يسافرون جميعا ويقيمون في مسكن واحد خلال العطلة.

تقول الأخت: إنها تتعرض للإساءة المتكررة من زوجة أخ زوجها، سواء خلال السفر أو في الزيارات المنزلية، حيث تتعمد تجاهلها، وأحيانا لا تكلمها، بل تفتعل معها المشكلات بلا سبب واضح.

وتؤكد أن هذه التصرفات تتكرر في كل زيارة تقريبا، مما يسبب لها ضيقا نفسيا شديدا.

وسؤالها هو: ما هو التصرف المشروع في مثل هذه الحالة؟

جزاكم الله خيرا، ونفع بكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيهاالأخ الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر هذه الزوجة، ونسأل الله أن يعينها على الخير، وأن يعينها على الصبر.

وعليها أن تدرك أن مثل هذه الاحتكاكات توجد بين النساء بكل أسف، وعليها -وقد سألت من الناحية الشرعية- أن تتمثل الموقف الجميل، فتتقي الله وتصبر؛ حتى تفوت الفرصة على كيد الشيطان، وعلى هذه الأخت التي تأتي لأيام محدودة، ومع ذلك تغار منها وتعكر عليها صفو حياتها، والشريعة تدعو إلى قوله تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن}، فالكمال ألا يجاري الإنسان الناس في أفعالهم وفي إساءاتهم، والحلم صفة كريمة وكبيرة يتمتع بها الرجل، وتتمتع بها المرأة.

وإذا كان هذا الأذى طافحا وظاهرا، فلا مانع من أن تبدأ بإخبار زوجها؛ إعذارا، وحتى يكون على بينة من هذا الذي يحدث، وله بعد ذلك أن يختار: إما أن يكلم شقيقه ليضع لزوجته حدودا وضوابط، حتى لا تؤذي الآخرين، أو أن يتصرف بما يراه مناسبا.

ومن المهم جدا ألا تتصرف أي تصرف إلا بما يوافق هوى الزوج ورغبته، بحيث تتفق مع زوجها وتخبره بما يحدث معها، لأننا لا نريدها أن تخسر زوجها، أو تخسر والديه، أو تخسر الأسرة، وهي صاحبة الإقامة الطويلة والوجود الدائم مع هذه الأسرة.

ونحب أن نؤكد أن مثل هذه المواقف توجد بكل أسف -خاصة- بين النساء، لوجود الغيرة، وربما كان وجود هذه الزوجة في البيت، وكونها هي التي تعمل، وكونها تذكر وتشكر، يعني كل هذا يؤجج نيران الغيرة عند الزوجة التي تأتي مدة محددة ثم تنصرف بعد ذلك.

وإذا استطاعت أن تقدم لها النصيحة، وتسألها عن الذي يضايقها وما الذي تريده، فهذا حسن، وإذا كان هذا سيؤجج المشاكل فلا داعي لذلك، فقط تبدأ بإخبار زوجها وإطلاعه على هذا الذي يحدث، وللزوج بعد ذلك أن يخبر شقيقه، أو يخبر والدته من أجل أن تسعى في علاج هذا الإشكال، إذا كان ذلك مناسبا.

وطبعا إدارة هذا الملف أنت وزوجك أعرف الناس بطبيعة البيئة، وطبيعة الأهل، وطبيعة والديه، وأيضا طبيعة شقيقه الأكبر الذي يأتي مع زوجته لبعض الوقت معكم، ونسأل الله أن يعيننا جميعا على طاعته.

والإنسان خير له في هذه الدنيا أن يكون مظلوما لا ظالما، فالخوف على المعتدي، وليس الخوف على من تصبر وتحتسب، والصبر والاحتساب لا يعتبر ضعفا، خاصة بعد أن تبيني لزوجك حقيقة ما يحدث، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

ودائما نحن نريد للزوجة ألا تتصرف وحدها، بل تشاور وتشرك زوجها، لأن هذا له اعتبارات كثيرة تهم الزوج، خاصة أن الشجار والنفور يحصل في بيتهم الكبير، أو في وجود الأسرة الكبيرة، ونسأل الله أن يعينك على الصبر، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات