لدي رهاب اجتماعي يمنعني من مواجهة الآخرين، فماذا أفعل؟

0 1

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب، بدأت أعاني من الرهاب الاجتماعي بعد المرحلة الثانوية، في طفولتي كنت أحرج بسهولة من بعض المواقف، وأتأثر بالاستهزاء كثيرا، وأشعر أن هذه التجارب تركت أثرا في شخصيتي.

ألاحظ ارتباطا قويا بين اضطراب الجهاز الهضمي (آلام، أو عدم استقرار في المعدة، أو القولون)، وبين شدة الرهاب الاجتماعي لدي؛ حيث لا أستطيع التواجد في المناسبات، أو التحدث أمام الآخرين إذا كانت معدتي غير مرتاحة، بخلاف ما لو كنت في حالة صحية جيدة، أستخدم دواء سبرالكس (10 ملغ)، وكنت آخذه يوميا، ثم خففت الجرعة إلى 10 ملغ كل يومين.

قبل أن أذهب إلى المناسبات تزيد دقات القلب، ويظهر علي الارتباك، وأخشى إذا كنت في مناسبة أن يبادرني أحد بالسؤال فأرتبك، علما أني الآن أحسن من السابق -ولله الحمد- وإذا تكلم علي أحد، أو جرحني، يظهر عندي الضعف في الرد، ولا أجيد الرد بهدوء وملكة، وأحس أنه انتصر علي وأذلني، ويرى ذلك على وجهي.

هل ترون أن وضعي يشير إلى مشكلة نفسية مرتبطة باضطراب القناة الهضمية، (مثلا: متلازمة القولون العصبي المرتبطة بالقلق)؟ وهل تنصحوني بإجراء تحاليل نقص الفيتامينات مثل: فيتامين (د)، أو ب 12) أو غيرها؟ وما هي الخطوات العلاجية أو السلوكية التي تنصحونني بها لتحسين الحالة؟ علما أني إذا قابلت شخصا فجأة يتغير وجهي، وأصاب بنوبة، خاصة إذا كانت معدتي غير مستقرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ البراء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا جزيلا على رسالتك، والتي ذكرت فيها أنك تعاني من الرهاب الاجتماعي، وأنك قمت بمراجعة الطبيب، وتم وصف علاج (سيبراليكس 10 ملغ)، وكنت تتناوله يوميا، ثم خففت الدواء إلى 10 ملغ كل يومين، ولا زلت تعاني من هذه الاضطرابات، خاصة في المناسبات المختلفة، أو عندما يبادرك أحد بالسؤال، وكذلك بعض الأنشطة الاجتماعية الأخرى.

تقول في سؤالك الأول: هل ترون أن وضعي يشير إلى مشكلة نفسية مرتبطة باضطراب القناة الهضمية، مثلا متلازمة القولون العصبي المرتبطة بالقلق؟

أولا: متلازمة القولون العصبي مرتبطة بالقلق صحيح، وكذلك الرهاب الاجتماعي هو أيضا اضطراب من اضطرابات القلق، وهو اضطراب نفسي مستقل، وجزء من اضطرابات القلق، والرهاب الاجتماعي له خطة علاجية منفصلة، وكذلك يتضمن العلاج استخدام بعض الأدوية النفسية، مثل دواء سيبراليكس، وكذلك استخدام بعض التدخلات العلاجية النفسية.

سؤالك عن موضوع: هل تنصح بإجراء تحاليل للنقص في الفيتامينات؟
هذا أمر طبيعي، وليس هناك إشكال في ذلك، ولكن لا توجد أنواع محددة من الفيتامينات التي نقصها يسبب مشكلة مباشرة في الرهاب الاجتماعي، وإنما من المهم جدا المحافظة على صحتك العامة، ففحص فيتامين (D)، أو فيتامين (B12) يمكن أن يتم تعديلهما بواسطة استخدام الفيتامينات بشكل منتظم بجرعات يومية مناسبة، ويمكن التخلص من هذا النقص، وبالتالي مساعدة الجسم بشكل عام على مقاومة ضغوطات الحياة المختلفة.

أما فيما يتعلق بالخطوات العلاجية الأخرى:
فأولا: أنصحك بالاستمرار في العلاج بشكل منتظم، خاصة فيما يتعلق بدواء سيبراليكس، وعدم تقليل الجرعة بنفسك إلى نصف حبة كل يومين، الأفضل هو استخدام جرعة يومية ثابتة من الدواء، سواء كانت 10 ملغ، أو إذا احتاج الأمر إلى زيادتها إلى 15 ملغ، أو 20 ملغ، أو إذا احتاج الأمر إلى تقليلها إلى 5 ملغ يوميا بدلا من 10 ملغ كل يومين، هذا هو الأفضل، فأنصحك بالاستمرار في العلاج، خاصة في هذه الفترة التي لا زلت تعاني فيها من الأعراض، وما يتعلق بظهور علامات القلق المختلفة.

ثانيا: من الناحية السلوكية، هنالك أيضا بعض التدخلات السلوكية المهمة جدا، وهي تتعلق بالتدريب على نبذ الأفكار السلبية التي تتعلق بموضوع إحساسك بالضعف، وعدم القدرة على الرد، أو عدم القدرة على المواجهة، أو عدم القدرة على الظهور أمام الآخرين، فهذه تحتاج إلى شكل من أشكال التدريب والتمرين.

كذلك، تحتاج إلى بعض التدخلات العلاجية النفسية السلوكية، مثل (CBT) أو العلاج الفكري السلوكي، والذي يدرب الشخص على كيفية تغيير الأفكار السلبية التي تقود سلوكه اليومي إلى أفكار إيجابية، وبالتالي يمكن التخلص من الرهاب الاجتماعي من خلال هذا التدخل، خاصة إذا أضيف إلى العلاج الدوائي.

هذه التمارين تحتاج إلى متخصص، يقوم بإرشادك خلال الخطة العلاجية، وبالتالي الأخصائي النفسي هو الشخص الذي يستطيع أن يساعدك في هذه الخطة العلاجية، ويمكنك أن تتلقى العلاج السلوكي من خلال شبكة الإنترنت، فهناك بعض المواقع التي تقدم هذه العلاجات عبر الإنترنت مجانا.

عموما الالتزام بالخطة العلاجية هو من الأمور المهمة جدا، كما أنصحك أيضا بالاهتمام بالجوانب الأخرى في الحياة، خاصة الجوانب الصحية التي تساعد على التخلص من الأفكار السلبية، وبناء شخصيتك بشكل قوي، مع التركيز على الجوانب الدينية والروحية في الحياة، مثل الالتزام بالصلوات، وقراءة القرآن، والذكر اليومي، مما يساعدك على تغيير نمط الحياة من التفكير السلبي إلى التفكير الإيجابي.

وفقك الله لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات