بأي لفظ يُسأل الرجل عن أهل بيته؟

0 2

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندي سؤال: هل أقول للرجل: زوجتك، أم أهلك، أم أولادك، أم حرمك، أم أن هذا الأمر يرجع للعرف؟ مثلا إذا سألته عن حال زوجته، أو سألني عن حال زوجتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخانا الفاضل- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.

لقد أحسنت في طرح سؤالك حول اللفظ الأفضل والألطف في التعبير؛ فإن هذا يدل على حسن الأدب، ويعد من الأمور التي تعين على سد مداخل الشيطان إلى النفوس، والذي كثيرا ما يزرع الشقاق بسبب كلمة غير محسوبة، كما قال تعالى: ﴿وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم﴾

وأما عن سؤالك الكريم، ففيه تفصيل، إذ لا شك أن الأعراف والعادات لها دور كبير في توجيه الألفاظ واختيار المناسب منها، فما يكون مفهوما ومقبولا في بلد ما أو لهجة معينة، قد يكون غريبا أو غير لائق في مكان آخر.

وقد ذكرت عبارات شائعة مثل: (زوجتك، أهلك، أولادك، حرمتك) في سياق السؤال عن الزوجة، وكلها في أصلها ألفاظ جائزة شرعا، ولا حرج فيها من الناحية اللغوية أو الشرعية، لكن استخدامها المناسب يحدد بحسب العرف، كما يلي:

أولا: "زوجتك": هي الصيغة الأوضح والأفصح، ومقبولة في أغلب البيئات، وتستخدم غالبا مع القريب ومن لا تكلف بينك وبينه، كالأرحام والأقارب.

ثانيا: "أهلك": لفظ لطيف ومهذب، وله أصل في القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿وأمر أهلك بالصلاة﴾، غير أنه لفظ عام يشمل الزوجة وسائر أفراد الأسرة، وقد يستخدم إذا أريد التعبير بأدب دون تخصيص، وغالبا يكون مع الأبعدين ومن لا تربطك بهم صلة قرابة أو رحم.

ثالثا: "حرمتك": لفظ دارج في بعض البيئات، ويفهم منه الزوجة، لكنه عامي، وقد يفضل تجنبه في المقامات التي تتطلب تقديرا واحتراما، أو مع من لا تعرف طباعه، إذ قد يعده البعض لفظا غير لائق أو غير مناسب، أو غير مهذب.

رابعا: "أولادك": لا يقصد بها الزوجة مباشرة، لكنه يستخدم للسؤال عن حال العائلة عامة، وغالبا يكون بين الأصدقاء، الجيران ونحوهم، فتقول مثلا: كيف حال الأولاد؟ أي: كيف حال الأسرة والعائلة.

أخي الفاضل: اختيار الألفاظ بعناية، والحرص على أن لا تكون سببا في سوء فهم أو خصام، أمر مطلوب شرعا، كما أن انتقاء العبارات المهذبة والكلمات الطيبة من تمام الذوق والأدب الإسلامي.

أخيرا: نعم، الأمر يرجع إلى العرف والبيئة والعادات السائدة، لكن إن أردت اللفظ الأكثر وضوحا ومباشرة، مع القرابة والأرحام فقل: "زوجتك"، وإن أردت أسلوبا ألطف وأكثر أدبا، مع من تعرفهم وتودهم فقل: "أهلك".

نسأل الله أن يوفقنا وإياك للقول السديد، والعمل الرشيد.

مواد ذات صلة

الاستشارات