كثيرة الخوف والتفكير في مسائل العين والحسد والسحر!

0 0

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من خوف وقلق، وأشعر أن بي شيئا من سحر أو حسد أو عين، وأشعر بنبض متنقل في جسمي، في خصري، وفي عضلات الأرجل، وفي عضلات اليدين، وكل مرة أجده ينبض في مكان مختلف.

أقرأ سورة البقرة، أحيانا أقرأها يوميا في جلسة واحدة، وأحيانا أقرأها كل يومين أو أختمها على جلستين أو ثلاث، وطبيعي جدا لا أتأثر بها، وأنا مداومة على أذكار الصباح والمساء.

لكني أخاف من أن أستمع لرقية السحر أو أن أذهب لراق، وذلك بعدما أصيبت أختي بالسحر، وكنت أرى معاناتها وصراخها أثناء الرقية، ولهذا أخاف من الرقية والراقي، فهل يمكن أن يكون بي شيء من هذا أم أنني أتوهم؟ أريد حلا من فضلكم، فالقلق يمتص طاقتي، والأفكار تشوشني.

أستمع لرقية الأطفال التي أرقي بها أطفالي ولا أتأثر بها، وأرقي الماء دائما ونشرب منه، لكن لم أتخلص من القلق والأفكار المزعجة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم رغد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة- في إسلام ويب، وردا على استشارتك أقول مستعينا بالله:

المؤمن متوكل على الله، يؤمن بقضاء الله وقدره، وموقن أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما: (واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك).

وهو كذلك راض بما كتب الله عليه، شاكر صابر، كما قال عليه الصلاة والسلام: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكانت خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكانت خيرا له).

من أكثر أسباب الأمراض: الخوف والهموم، فلا ينبغي أن تشغلي بالك بالخوف والقلق؛ ولهذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ بالله من الهم والحزن، فيقول: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن...).

يظهر لي أن هذا النبض بسبب تركيز عقلك خوفا من السحر؛ ولأنك شاهدت تأثر أختك أثناء رقيتها؛ فصار هذا المشهد مسيطرا على عقلك، والعقل إذا ركز على شيء، فإنه ربما أرسل إشارة إلى الأعصاب، فنبضت الأعصاب تارة هنا وتارة هناك، وهذا أمر طبيعي جدا.

ولعلك قد سمعت من يشتكي من رفة عينه، أو تحت عينه، فهذا طبيعي، ويحصل هذا كذلك بسبب نقص بعض الفيتامينات، فننصح بزيارة طبيب مختص لمعرفة ما عندك من نقص في الفيتامينات يسبب لك هذا النبض، وسيصف لك العلاج المناسب بإذن الله.

نوصيك بالمحافظة على أذكار اليوم والليلة، من خلال كتاب "حصن المسلم" للقحطاني، ففي الأذكار تحصين من السحر والعين والحسد، وحافظي على تلاوة سورة البقرة في بيتك، من خلال الهاتف أو قراءة مباشرة، وبنية التحصن بها وتحصين البيت؛ فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي شفيعا يوم القيامة لصاحبه، اقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غيايتان، أو كأنهما غمامتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن أصحابهما، اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة).

* ومعنى "البطلة" أي السحرة، والمقصود أنهم لا يستطيعون دفعها، واختراق تحصينها لمن قرأها أو حفظها، فهي حصن لقارئها وحافظها من السحر.

* لا تحتاجين لسماع الرقية من السحر، طالما وأنت محافظة على أذكار اليوم والليلة، وأذكار النوم والاستيقاظ، والدخول والخروج من البيت، وأذكار الطعام والشراب، فذلك كاف بإذن الله تعالى.

* لا تجعلي الخوف يسيطر عليك؛ فإن الخوف مدخل من مداخل الشيطان الرجيم ينفذ من خلاله إلى ابن آدم، فالشيطان ليس له سبيل على المؤمنين المتوكلين على الله، قال تعالى: (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلىٰ ربهم يتوكلون، إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون).

* ويقول تعالى محذرا من الخوف من الشيطان الرجيم: (إنما ذٰلكم الشيطان يخوف أولياءه، فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين).

* أكثري من التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى، وأنت ساجدة، وما بين الأذان والإقامة، وفي الثلث الأخير من الليل، وبقية أوقات الإجابة، وسلي الله تعالى ما تريدين من خيري الدنيا والآخرة.

نسأل الله تعالى أن يجنبك كل سوء ومكروه، وأن يصرف عنك وعن أهلك وأولادك شر الأشرار وكيد الفجار، إنه على كل شيء قدير.

مواد ذات صلة

الاستشارات