جاءتني هدية عُمرة وأحس بأني غير مستعد لهذا الشرف العظيم!

0 4

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جاءتني عمرة هدية من أمي، ومتردد في قبولها؛ لأنها جاءت فجأة، وأنا لم أجهز نفسي بعد؛ فأنا لست منتظما في أداء صلواتي في أوقاتها، وأرتكب بعض الأمور السيئة، وكنت أتمنى أن أحج أو أعتمر وأنا قريب أكثر من الله، وأكثر تقوى.

أحس بأني غير مستعد لهذا الشرف العظيم، وأخجل من الله، فهل أؤجلها قليلا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك بالموقع، ونسأل الله تعالى أن يهدي قلبك، ويشرح صدرك، وأن يمن علينا وعليك بالهداية إلى صراطه المستقيم.

نشكر لك -أيها الحبيب- إنصافك ومعرفتك بحقيقة نفسك، واعترافك بتقصيرك في حق الله تعالى، وهذا كله من دلائل حسن عقلك، ومن العلامات على أن الله تعالى قد يريد بك الخير، حين هيأ لك سببا للإقلاع عما أنت عليه من المعاصي، وتهيئة الظروف التي تعيدك إلى الله تعالى، وتردك إليه ردا جميلا.

والذي نتمناه -أيها الحبيب- هو أن تحول هذه المعرفة، وهذا الشعور إلى واقع عملي؛ فإن العمل هو الميزان الذي به يعرف حال الإنسان سعادة وشقاوة.

ولذلك نحن ننصحك بأن تبادر إلى أداء العمرة، وألا تؤخرها؛ فلعلها تكون الباب الذي أراد الله تعالى أن يفتح لك، لتدخل منه إلى جنة الطاعات، وتسلك به سبيل الخيرات، فبادر إلى هذا العمل الصالح.

العمرة واجبة على الإنسان في العمر مرة واحدة عند كثير من العلماء؛ لأن النبي ﷺ أمر بها، ولأن الله تعالى قال: {وأتموا الحج والعمرة لله}.

فلا تؤخر هذا العمل الصالح، بل بادر إليه، وجاهد نفسك للتوبة والإقلاع عن الذنوب الأخرى، فأنت لا تدري متى يفاجئك الموت، وحينها قد يندم الإنسان، ولكن لا يفيده الندم، فسارع وبادر إلى التوبة.

واعلم أن الله -سبحانه وتعالى- رحيم، لطيف، ومن رحمته أن فتح للإنسان باب التوبة، لا يغلقه حتى تبلغ الروح الحلقوم، ومن رحمته تعالى أنه يقبل التوبة من عباده إذا تابوا، وأنه يبدل بهذه التوبة سيئاتهم حسنات، وقد قال الرسول ﷺ : "التائب من الذنب كمن لا ذنب له."

لا تدع للشيطان فرصة ليصرفك عن هذا العمل الصالح، وعن التوبة المتوقعة منك بحجج واهية، شيطانية؛ وهي أنك تريد أداء العمرة في حال تكون فيها أقرب إلى الله، وهذه من حيل الشيطان الخبيثة التي يريد أن يصرفك بها عن هذه الطاعة الجليلة العظيمة، وقد قال الرسول ﷺ: "إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه كلها."

إذا فهو حريص على أن يصرفك عن هذا العمل، ولكن سيتخير من الأعذار والتبريرات ما يظن أنه سيقبل عندك، وسترضاه وستعمل به، فاحذر كل الحذر من هذه الحيل الخبيثة، وبادر إلى تقوى الله تعالى، وداوم إلى أداء الصلاة في وقتها.

وخير ما يعينك على الاستمرار في توبتك، وأداء فرائض الله تعالى: أن تختار من الأصحاب والجلساء من يثبتك على هذه الطاعات؛ فإن (الصاحب ساحب)، و(المرء على دين خليله) كما قال الرسول ﷺ.

تعرف على الرجال الصالحين، والناس الطيبين في بيوت الله تعالى، وأكثر من مجالستهم، والتواصل معهم؛ فهم خير من يقوي عزيمتك على فعل الخيرات، واجتناب المعاصي والسيئات.

نسأل الله تعالى أن يوفقك للخيرات.

مواد ذات صلة

الاستشارات