السؤال
السلام عليكم.
أنا فتى، عمري 15 سنة، أخاف من المس؛ لأن أقاربي كان يحكون عن هذه المواضيع عندما كنت صغيرا، وبعدما قرأت عن الأعراض صرت أعاني بعضا منها: كالقشعريرة في الخصية، أو الألم، أو التكلم أثناء النوم.
علما بأني أقرأ سورة البقرة منذ شهر، وملتزم بصلواتي الخمس مذ كان عمري سبع سنوات إلى الآن، وكل يوم أقرأ الفاتحة 7 مرات، والمعوذات والإخلاص 3 مرات، وخواتيم البقرة، وآية الكرسي قبل النوم، وأحفظ 15 صفحة من سورة البقرة، فهل هذا خوف، أم أنا مصاب بالمس؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل: محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك بالموقع، ونسأل الله تعالى أن يحميك من كل مكروه، ويصرف عنك كل سوء.
وحالتك واضحة جدا -أيها الحبيب- أنك تعاني من خوف من المس بسبب ما كنت تسمعه من أقاربك من وصف للمس، والإصابة به.
وقد أحسنت -أيها الحبيب- كل الإحسان حين لجأت إلى تحصين نفسك بذكر الله تعالى، وقراءة القرآن، ولا سيما ما ذكرته في سؤالك من قراءة المعوذات، وسورة الفاتحة، وآية الكرسي؛ فالقرآن كله شفاء، وحماية، وصون، ولكن بعضه أنفع من بعض، وأفضل من بعض، وقد وفقت لهذا، فنصيحتنا لك أن تستمر عليه، وتداوم عليه.
كما ننصحك أيضا بالمواظبة على الأذكار الصباحية والمسائية،؛ ففيها تحصين من الشيطان، ومن نزغاته، وما قد يحاول من إضرار بالإنسان، ولا سيما الدعاء الذي علمه النبي ﷺ لنا أن نقول: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم، فمن قاله ثلاث مرات إذا أصبح لم يضره شيء حتى يمسي، ومن قاله ثلاث مرات إذا أمسى لم يضره شيء حتى يصبح، ومثل قوله ﷺ : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاثا أيضا في الصباح وفي المساء.
فإذا حصنت نفسك بالأذكار؛ فكن على ثقة بأنك قد لجأت إلى القوي العزيز؛ فإن الله تعالى هو ملاذ الإنسان الخائف، وهو -سبحانه وتعالى- القائم على كل الناس، وعلى كل الخلق المتصرف فيهم، ومن جملة الخلق الشياطين، وقد أرشدنا القرآن إلى أن الله تعالى أقوى من الشيطان؛ لأنه يرى الشيطان، والشيطان لا يراه؛ ولأنه خالق الشيطان والمتصرف فيه، وإذا علمت هذا سهل عليك التوكل، والاعتماد على الله سبحانه وتعالى.
فداوم على ما أنت عليه من تحصين نفسك بالأذكار، وقراءة القرآن، واعلم أن كيد الشيطان ضعيف جدا -كما أخبر الله تعالى عنه في كتابه-: {إن كيد الشيطان كان ضعيفا}، وهو يخاف من الإنسان المؤمن، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة، ويخاف من الذكر، فإنه إذا سمع الأذان يولي هاربا، ويعلن هو بنفسه أنه لا يستطيع أن يقرب من الشخص الذي يتحصن بالذكر.
فقد جاء في الحديث عن الخروج من البيت، الذي علمه النبي ﷺ لنا أن نقوله إذا خرجنا من البيت: بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل، أو أزل أو أزل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي، فقد جاء في الحديث أن الشيطان يقول للشيطان الآخر: كيف لي بمن هدي وكفي ووقي؟ يعني أنا لا أستطيع أن أضر هذا الشخص الذي قد كفاه الله تعالى وحماه بسبب هذه الكلمات التي قالها.
فإذا كن مطمئن البال، منشرح الصدر، معتمدا على الله تعالى، متوكلا عليه، واعلم أنه لن يضرك شيء -بإذن الله-، وأن كل ما تجده في نفسك إنما هي مخاوف وأوهام لن تضرك -بإذن الله تعالى- ما دمت معتصما بذكر الله.
نسأل الله تعالى لك التوفيق.