لا أستطيع تقبل شكل خاطبي ولا صوته، فماذا أفعل؟

0 2

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة مخطوبة منذ أربعة أشهر تقريبا، وخلال هذه الفترة قابلت خاطبي يوم كتب الكتاب وعقد علي، وبعدها خرجنا معا أكثر من مرة، لكنه يبعد عن منطقتي فلا أقابله كثيرا، أشعر أحيانا بالارتياح معه، وأحيانا أخرى لا، خاصة عند خروجنا.

لست مقتنعة كثيرا بشكله ولا بجسمه، وعندما نتصل لا أحب سماع صوته لأنه ليس جميلا بالنسبة لي، هو ملتزم بدينه، يصلي، ويتحدث معي كثيرا ويحبني.

صليت الاستخارة كثيرا، وأحيانا لا أشعر بأي شيء، ولكن أحيانا أستيقظ وقلبي خائف ومتردد حقا، لذلك، أنا مترددة كثيرا، ولا أعرف ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تسنيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، أسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال.

بداية، إذا كان هذا الشاب ملتزما في دينه، يصلي، ويحبك أيضا، وجاء لداركم من الباب، وقابل أهلك، وطلبك في خطبة رسمية، فإننا نحرضك على المحافظة عليه، وعدم التفريط فيه، وأنت في مقام بناتنا وأخواتنا، ولا نريد لك إلا الخير؛ لأن هذا هو الأساس الذي ينبغي أن نبني عليه.

أما ما يتعلق بالشكل؛ هذه الأمور ما ينبغي أن يكون التركيز عليها، خاصة في الرجال، إن الجمال مهم وهم للنساء، لكن الرجل (ترضون دينه وخلقه)، واعلمي أنك لن تجدي رجلا بلا نقائص، كما أن الرجال لن يجدوا امرأة بلا عيوب، فنحن بشر، والنقص يطاردنا، وطوبى لمن تنغمر سيئاته القليلة في بحور حسناته.

واعلمي -يا ابنتنا- أن المهم في الرجل هو الدين، والأخلاق، وطريقة التعامل مع الناس، ووجوده المجتمعي، وحضوره الفاعل، وقدرته على تحمل المسؤولية، وغيرته على أهله، وحرصه على إسعادهم، هذه هي الأمور التي ينبغي أن تبحث عنها الفتاة، فإن الرجال لا يقاسون بجمال أشكالهم، وإنما بجمال أخلاقهم، وبكمال دينهم، وبحرصهم، وقدرتهم على تحمل مسؤولياتهم.

وعليه: أرجو ألا تترددي في الإكمال معه، وتعوذي بالله من شيطان لا يريد لنا الحلال، ولا يريد لنا الزواج، وأرجو ألا يكون هناك خروج إلا بعد أن تتحول الخطبة إلى عقد رسمي، أو تخرجوا في رفقة محارمك أو إحدى أخواته؛ لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها، ولا التوسع معها في الكلام.

أقول هذا لمصلحة الشاب ولمصلحة الفتاة، ومن حقه أن يزوركم، ويقابلك في البيت أو في أي مكان، في حضور محرم من محارمك، أو مع الوالدة، تتفاكروا في الأمور التي تتعلق بالعلاقة الزوجية، ومستقبل بناء الأسرة، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعينك على الخير.

واعلمي أن الانزعاج الذي قد يحصل بعد الانطباع الأول الجيد، هذا من الشيطان، وهذا أيضا لأن الفتاة تشعر أنها تنتقل إلى بيئة جديدة، إلى قرين لا تعرفه، وإلى مكان لم تألفه، وأيضا قد يكون السبب فيه تذكرها لحياتها الجديدة وتركها لأهلها وتحملها للمسؤوليات.

فلا تلتفتي لمثل هذه المشاعر، فإن هذه الصعوبات تنسى عندما يكون الزوج مع زوجته، ويكمل الله -تبارك وتعالى- عليهم هذه النعمة، ومن تزوج فقد استكمل نصف دينه، فليتق الله في النصف الآخر.

نسأل الله لنا ولك وله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات