زوجي ينفق مكافأة المعاش ولا يستثمرها، فكيف أنصحه؟

0 2

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زوجي أخذ مكافأة المعاش (مبلغا كبيرا)، وبدلا من استثمار هذا المبلغ في شيء مفيد، يصرف منه، وعندنا أولاد، ولا يشتري شيئا لمستقبلهم، ولا يفكر في تجهيز ابنته التي هي في سن الزواج، ويقول: "يعملوا لأنفسهم"، وكلما كلمته في ذلك لا أنال منه غير الشتم والسب، بل يرميني بالخروج من ملة الإسلام، فماذا أفعل معه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في إسلام ويب، ونسأل الله أن يربط على قلبك، ويكتب لك أجر الصبر والثبات، ويجبر كسرك، ويهدي زوجك لما فيه صلاح دينه ودنياه.

وبخصوص ما تفضلت به، فاعلمي – بارك الله فيك – أن كثيرا من الناس يخشون الدخول في استثمارات بعد التقاعد، وذلك لكثرة ما يقع فيها من النصب والاحتيال، بل نقول لك: إن كثيرا من الزوجات دفعن أزواجهن لذلك، ثم لما ضاعت المبالغ تضررت الأسرة وطلقت المرأة.

ونحن بالطبع لا نقول ذلك تأييدا، بل نقول ذلك لأمرين:
• إيجاد مبرر للزوج، فلا شك أنه يحب أولاده وحريص على ذلك.
• عدم الدفع في شيء غير مأمون حتى لا تكوني أنت المسؤولة بعد ذلك.

أما إذا كان الزوج مبذرا، وأمامك مشروع عملي مضمون عواقبه، فإننا ننصحك بما يلي:

أولا: الصبر مع الحكمة:
نعم، الصبر مطلوب، لكن هذا لا يعني السكوت على ما تظنينه غير صحيح، لذا يجب أولا أن تتأكدي من الطريقة المثلى في التعامل مع الواقع، ثم واصلي النصح برفق دون مواجهة مباشرة، وليكن بأسلوب غير تقليدي؛ مثل رسالة مكتوبة، أو إرسال مقطع مؤثر، أو عن طريق شخص له تأثير عليه.

ثانيا: الاستعانة بمن له كلمة مسموعة عليه:
إن كان له قريب عاقل أو إمام مسجد يحترمه، فاطلبي منه التدخل بنصح غير مباشر، فالرجال أحيانا يقبلون الكلام من غير الزوجة أكثر، وقد يكون الحل في جلسة أسرية، يبين له فيها أحد العقلاء الأصوب والأفضل والأكمل.

ثالثا: اتهامك بالخروج من الإسلام أمر عظيم، لكن لعله قالها في ساعة غضب، وبالتأكيد هو لا يقصدها، لذا نرجو أن تتجاوزي هذه السقطة، كما نرجو ألا تضغطي عليه حتى يصل إلى تلك الحالة.

رابعا: الدعاء سلاحك أختاه، فلا تستهيني به، قولي في سجودك: "اللهم أصلح لي زوجي وبارك لي فيه، واصرف عنه البطر والتبذير، واملأ قلبه رحمة بأهله وأولاده، اللهم اجعل هذا المال سببا لبره بنا، لا سببا لفرقتنا".

نسأل الله أن يشرح صدره، ويلين قلبه، ويبدلكم حالا إلى حال أفضل، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات