دخلت في علاقة مع مراهق يهدد بالانتحار لو تركته!

0 2

السؤال

السلام عليكم.

قبل ثمانية أشهر، تعرفت على فتى كان يعاني من صدمة نفسية، مثل أفكار انتحارية، أو قتل والديه. عند سماع قصته، تعاطفت معه وحاولت مساعدته، وبعد أسبوعين من محاولة تغيير رأيه، ومع وضع حدود شخصية بيننا؛ حتى لا تتطور العلاقة، وبعدما استطعت تغيير رأيه، وجعله يتقبل حقيقته، قمت بحظره وذهبت، إلا إنني تفاجأت برسائل عديدة من حساب آخر لنفس الشخص، يقوم بالتوسل والترجي لكي أعود إليه، ويهدد بأنه سيقتل نفسه إذا لم أعد إليه.

بعد قراءة توسلاته، عدت إليه، وأخبرته أنه لا يمكن أن نكون في علاقة محرمة، وأنه لا يجب عليه أن يقع في حبي، وأن لا يثق بي، لكنه لم يقتنع.

بعد ذلك، بدأت أتعامل معه بقسوة حتى يكرهني ويبتعد عني، وقمت بحظره أكثر من أربع مرات، ولكنه أصبح متعلقا بي أكثر! أصبح يراني كل شيء في حياته.

ثم اكتشفت أنه أصغر مني بثلاث سنوات، ويلح على الزواج بي بعد سنتين، عندما يبلغ من العمر 18 عاما، ليس لدي مشكلة في الزواج منه، ولكن هناك احتمال كبير أن ترفض عائلتي هذا الزواج، وأنا لا أريد أن أمنحه أملا زائفا.

طوال الثمانية أشهر التي تواصلت فيها معه، كنت أخبره بين فترة وأخرى أنه ربما لا يمكننا الزواج، وغالبا سأختفي عنه دون أثر، وحتى قبل يومين، أخبرته بذلك، ولكن في كل مرة أفتح هذا الموضوع، يبدأ بالتوسل، أو يهدد بقتل نفسه، قلت له: لن تستطيع القيام بذلك؛ لأني سأخبر عائلتك لمنعك من هذا! فرد علي وقال: إنه لا يمانع قتلهم معه، وبدأ يشرح لي كيف أنه يراني حياته، وأن بعد اختفائي ستختفي حياته.

صدمت من كلامه، وغيرت الموضوع، ولكن في كل لحظة أشعر بالندم والألم، لقد أحببت هذا الفتى، ولكن قلبي يؤلمني في كل لحظة تمر، وأنا أعلم أنني أرتكب الذنوب، لا أريد الاستمرار في هذه العلاقة، ولكنني لا أريد أن يموت هذا الفتى بسببي، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ماري حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نثمن طلبك الاستشارة من موقع إسلام ويب وسعيك للبحث عن حل، ونؤكد بداية على ضرورة فهم الموقف من منظور شرعي؛ فالعلاقة التي نشأت بينكما -رغم نيتك المساعدة- لا تجوز شرعا؛ إذ إن أي علاقة عاطفية خارج إطار الزواج محرمة، حتى لو لم تتطور لأفعال أكبر، قال تعالى: (ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ) الإسراء: 32، والمقصود هنا النهي عن كل ما يقرب للحرام، ومنه العلاقات الخاصة بين الجنسين.

أما بخصوص ما يفعله هذا الشاب من تهديد بالانتحار، أو إيذاء أهله؛ فيعد ذنبا عظيما، وهو مسؤول عنه أمام الله، وليس لك ذنب فيه إن تركت هذه العلاقة المحرمة شرعا؛ لأن كل إنسان مسؤول عن عمله، قال تعالى: (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، الأنعام: 164

إن هذه العلاقة بنيت على تعاطف مبالغ فيه في غير موضعه، فأدى ذلك إلى تعلق مرضي بينكما انعكس سلبا على إصراره على استمرار العلاقة بأي وسيلة غير مشروعة، وطلب أمور محرمة شرعا، كما أن عودتك للتواصل معه، وشعورك بعاطفة تجاهه يجعلان هذا التعلق في هذه المرحلة العمرية تعلقا غير ناضج، وقد يجرك -لا قدر الله- إلى ما لا يحمد عقباه، وأنت في غنى عن ذلك.

وللتعامل مع هذه الأزمة والخروج منها بطريقة صحيحة، ننصحك بالخطوات العملية الآتية:

1. قطع العلاقة بينكما نهائيا: لا تستمري في التواصل معه مهما توسل أو هدد؛ لأن استمرارك يضاعف تعلقه ويزيد الأمر تعقيدا.

2. إبلاغ شخص مسؤول: أخبري أحدا من أسرته، أو شخصا موثوقا في عائلته بحالته النفسية؛ ليأخذوا بيده نحو علاج حقيقي.

3. التحصن بالعبادة: الزمي الدعاء والذكر، واسألي الله أن يحفظك من الزلل والمعاصي، وأن يهديه ويشفي قلبه من وساوس الشيطان، مع الإكثار من أذكار الصباح والمساء، وقراءة شيء من القرآن يوميا؛ فهي أسباب للثبات والطمأنينة والحفظ.

4. تحمل محاولات التهديد: كثير ممن يهددون بالانتحار يستخدمون ذلك وسيلة للسيطرة، ومسؤوليته عن حياته تقع عليه وعلى أسرته، وليس عليك.

5. الابتعاد النفسي والواقعي: أغلقي أي وسيلة تتيح له الوصول إليك، وركزي على دراستك ومستقبلك، وما ينفعك في دينك ودنياك.

6. طلب الاستشارة المتخصصة: إذا تركت هذه التجربة أثرا نفسيا عليك، فاستعيني بمختص نفسي يساعدك على تجاوز آثارها.

أسأل الله أن يرزقك الطاعة والثبات، وتذكري دائما أن من اعتصم بالله كفاه، ومن صدق مع الله ثبته، وأكثري من الدعاء: اللهم يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك.

مواد ذات صلة

الاستشارات