لم أرتح لخطيبي فهل أفسخ الخطبة وأتعرف على آخر يرغب بي؟

0 0

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة مخطوبة، وأعاني من بعض الخلافات مع خطيبي، ولا أشعر بالراحة في هذه العلاقة، على الرغم من أنه رجل طيب، في الوقت نفسه، هناك شخص آخر لا يعلم بأمر خطبتي، وأبدى رغبته في التقدم لخطبتي إذا كنت متقبلة له.

أتساءل: هل يجوز لي أن أتعرف على ظروف هذا الشخص لأقيم مدى توافقه معي، وفي حال وجدت أنه الأنسب، أن أفسخ خطبتي الحالية ليتقدم لي؟ كما أود أن أعرف: إذا قررت فسخ الخطبة فقط لعدم الشعور بالارتياح، فهل يعد ذلك أمرا محرما؟ وهل يمكن أن يعاقبني الله برد هذا القرار علي لاحقا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة- في اسلام ويب، وردا على استشارتك أقول:

إن أهم معيار في اختيار شريك الحياة: الدين والخلق، وهذا المعيار وضعه النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، فالدين والخلق صفتان متلازمتان لا تنفكان أبدا، وهما صماما أمان للحياة الزوجية السعيدة، وصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها، وإن كرهها سرحها بإحسان.

لا مانع، بجانب الخلق والدين، من توفر صفات أخرى كالجمال، فإنه يورث السكينة للمرأة، ويكف بصرها عن النظر إلى الرجال الأجانب بعد زواجها، ولا مانع من أن يكون صاحب مال، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لفاطمة بنت قيس حينما استشارته لما تقدم لها ثلاثة رجال، فقال لها: "أما معاوية فلا مال له"، ولم يشر عليها أن تتزوجه، وكذلك أن يكون ممن لا يظلم المرأة ويحترم مشاعرها، فقد نصح النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه المرأة ألا تتزوج بأبي جهم، فقال: "وأما أبو جهم فلا يضع العصا عن عاتقه"، قيل: كناية عن كثرة أسفاره، وقيل: كان يضرب النساء، ثم أشار عليها أن تتزوج بأسامة وإن كان مولى، فقال لها: "ولكن انكحي أسامة بن زيد".

ولا مانع من توفر الحسب والنسب، ولكن هذه الصفات ثانوية، ويمكن للمرأة أن تقارن في حال تقدم لها أكثر من رجل، ولكن هذا يكون بعد توفر الدين والخلق، وإلا فما يغني المرأة المال إن كان الرجل سيئ الخلق يهين زوجته ويحتقرها ويضربها، وما يغنيها نسبه إن كان يحتقرها ويتفاخر عليها!

الخطبة هي مواعدة بالزواج وفترة للتفكير والبحث عن صفات الشريك، فإن تبين أن فيه صفات لا ترتضيها المرأة أو لا تقوى على التعايش معها، فلها الحق أن تفسخ الخطبة، كما أنه يجوز للخاطب ذلك، ولكن ينبغي ألا يكون أي طرف ظالما؛ لأن الظلم محرم.

لست أدري كيف عرفت أن الشخص الآخر يريد أن يعرف أنك متقبلة له، هل بواسطة أمه أو أخواته أو صديقاتك، أم أنه تواصل معك مباشرة؟ فإن كان تواصل معك مباشرة، فهذا لا يصلح، وكيف تسمحين لنفسك أن تتواصلي مع الرجال الأجانب؟! ومن أراد خطبتك فليأت البيوت من أبوابها بأن يتقدم لوليك، وهو الذي سيرد عليه الجواب، وليس أنت.

نوصيك بالاستقامة على أمر الله، وأداء الصلاة في وقتها، والإكثار من تلاوة القرآن الكريم، وقراءة الكثير من الآداب النافعة من كتاب رياض الصالحين، ففي ذلك خير وبركة.

لا تنظري للأمور المادية الدنيوية أولا، بل انظري أولا لدين الخاطب وخلقه، وتحري في السؤال، وعلى وليك أن يسأل ويتحرى قبل أن تفسخي الخطوبة، وقبل أن تردي عليه، فإن تبين أنه ليس بصاحب دين وخلق، فلا بأس من فسخ الخطبة الأولى، ولكن بعد أن تصلي صلاة الاستخارة، فإن اختيار الله للعبد أحسن من اختيار العبد لنفسه، وصلاة الاستخارة كما ورد في البخاري عن جابر مرفوعا، هي أن تصلي ركعتين من غير الفريضة، وتقرئي فيهما بالفاتحة وما تيسر من القرآن، وقبل السلام من الصلاة تأتي بهذا الدعاء:
"اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويسمي حاجته) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويسمي حاجته) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير ثم رضني به".

الخطوة التي تليها بعد فسخ الخطبة الأولى: تردون الخبر للخاطب الجديد بأنه لا مانع من التقدم، فإن سارت الأمور كما ينبغي، فاعلمي أن الله اختاره ليكون لك زوجا، وإن تعقدت بعض الأمور كاختلافكم على المهر مثلا، فانصرف الرجل، فاعلمي أن الله صرفه عنك، وفي ذلك خير لك، فارضي بقضاء الله وقدره.

تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى، وسليه أن يختار لك الخير، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك ويكرمك، وتحري أوقات الإجابة كما بين الأذان والإقامة، وأثناء السجود، وفي الثلث الأخير من الليل، وآخر ساعة من الجمعة، وغير ذلك من الأوقات، وعليك بآداب الدعاء، والأسباب التي تمنع من استجابة الله للدعاء، والتي يمكن أن تأخذيها من موقع الشبكة الإسلامية.

نسأل الله تعالى أن يختار لك الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات