العادة السيئة أثرت على مسار حياتي، فكيف أتخلص منها؟

0 3

السؤال

السلام عليكم.

ذهبت للعمرة مؤخرا -والحمد لله-، ولكنني مبتلى بالعادة السرية، وهي تؤثر على دراستي، ومسار حياتي، كما أن من طبعي حب الوحدة، فهل ذلك سبب ما ابتليت به؟ وهناك بالجامعة مناظر مزعجة للقلب، فماذا أفعل؟ وما نصيحتكم لي؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عثمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لتواصلك مع موقع إسلام ويب، وحرصك على البحث عن حلول لمشكلتك، وهذا في حد ذاته دليل على وعيك، ورغبتك الصادقة في التغيير، وهي خطوة أولى مباركة نحو إصلاح نفسك، وتقويم مسارك.

إن ما تمر به من ابتلاء في ممارسة العادة السرية، وتأثيرها على دراستك وحياتك، إضافة إلى ميلك للوحدة، وتأثرك بالمناظر المشتتة في الجامعة، يمثل تحديا يواجه كثيرا من الشباب في هذه المرحلة العمرية، لكنه قابل للعلاج، إذا اتبعت خطوات عملية جادة، ومستندة إلى منهج إيماني ونفسي متوازن.

أما عن سؤالك حول حبك للوحدة، وهل هو سبب لما وصلت إليه الآن؟

فإن الوحدة في أصلها ليست مذمومة دائما؛ فقد كان النبي ﷺ يحب أوقات الخلوة للتفكر والعبادة، ولكن إذا تحولت الوحدة إلى انعزال مفرط، فإنها قد تترك آثارا سلبية، منها:

• زيادة القلق والاكتئاب، وتكاثر الأفكار السلبية.
• ضعف المهارات الاجتماعية، وتقليل التفاعل مع الآخرين.
• الشعور بالخمول، وانخفاض الدافعية للإنجاز الأكاديمي.

وقد يقود الفراغ الملازم للوحدة إلى الانغماس في سلوكيات محرمة، أو غير صحية، مثل: الإفراط في استخدام الإنترنت، أو ممارسة العادة السرية، وهو ما يسبب صراعا داخليا بين نوازع الخير والشر، ولوم النفس بعد الوقوع في الذنب، مع الشعور بالاشمئزاز من الذات، مما يزيد الأمر تعقيدا، لذلك، فإن الخطر يكمن في الوحدة القسرية، أو الانعزال غير المتوازن، بينما المطلوب هو خلوة بناءة تعزز الصلة بالله، مع بناء علاقات صحية نافعة.

تبدأ معالجة مشكلتك بخطوة أساسية، تتمثل في:

- الإقلاع الفوري عن ممارسة العادة السرية، مقرونا بتوبة صادقة تشتمل على الندم على ما مضى، والعزم الجاد على عدم العودة إلى هذا السلوك؛ قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) العنكبوت: 69، ولقد أحسنت صنعا بأداء العمرة؛ فهي علامة على مجاهدة النفس، وحرصك على تقوية جانبك الإيماني؛ للتغلب على هذه الابتلاءات.

تذكر أن هذا السلوك قرار منك، وأنك قادر -بعون الله- على تغييره بدافع قوي نابع من يقينك بأن الله قد منحك القدرة على إدارة حياتك بطريقة أفضل، واعلم أن تأجيل إشباع الرغبة حتى تتمكن من الزواج، هو الحل الفطري السليم الذي أوصى به النبي ﷺ الشباب؛ لما فيه من حفظ للنفس، وصيانة للدين.

كما أن مرحلة العشرين من العمر تعد مرحلة انتقالية مهمة، من الاندفاعية إلى النضج، وهي فرصة لبناء ذاتك على أسس من الحكمة، وضبط النفس؛ فمن ينجح في السيطرة على شهواته، يكتسب قوة داخلية تمكنه من مواجهة تحديات الحياة، وتحقيق النجاح في مستقبله.

وإليك بعض الخطوات العملية التي تعينك على تجاوز هذه الأزمة بسلام:

1. المحافظة على الجانب الإيماني: بأن تحافظ على الصلوات في أوقاتها، وأكثر من الدعاء "اللهم طهر قلبي، وحصن فرجي"؛ فهذا مما يعين على تهذيب النفس، وتقوية الإرادة، وإذا لاحظت أن الضغوط النفسية هي المحرك الأساسي للسلوك، فجرب تمارين الاسترخاء؛ لتخفيف التوتر، ولا تتردد في استشارة مختص نفسي إذا كان ذلك متاحا.

2. إدراك طبيعة التغيير: بأن تتذكر أن التغيير يحتاج إلى وقت وصبر، وأن الهدف هو الوصول إلى التحكم في السلوك، لا مجرد الكبت المؤقت.

3. زيادة الوعي بالمحفزات: حيث يمكن أن تدون متى، ولماذا تلجأ لممارسة العادة؟ هل بسبب الفراغ، أو التوتر، أو الملل، أو نتيجة مثيرات بصرية؟ ولاحظ الروتين الذي يسبق السلوك، مثل استخدام الهاتف في السرير، أو الوحدة الطويلة، أو تصفح مواقع معينة، والهدف من ذلك هو الوعي بالأسباب، قبل العمل على تغييرها.

4. ضبط البيئة الرقمية: بأن تضع قيودا واضحة على استخدام الهاتف والإنترنت، وخاصة قبل النوم.
5. إعادة ترتيب المكان: أعد تنظيم غرفتك، أو البيئة التي تعيش فيها بما يكسر الروتين الذي يثير السلوكيات السلبية.
6. أنشطة بديلة: أشغل وقتك بأنشطة مفيدة؛ مثل: ممارسة الرياضة، تعلم مهارة جديدة، أو المشاركة في عمل تطوعي.

7. خطة أكاديمية واضحة: ضع برنامجا دراسيا، يساعدك على التركيز على أهدافك التعليمية، والعملية.
8. تقليل العزلة السلبية: بأن تقلل من فترات الخلوة الطويلة، وحاول تعديل البيئة المحفزة للسلوكيات السلبية.
9. بناء علاقة صحية مع الذات: بأن تعتني بنفسك من خلال قراءة نافعة، وتأملات إيجابية، وأن تدعم تقديرك لذاتك؛ لأنه يساعد على التحسن النفسي والروحي.

أسأل الله أن يشرح صدرك، وييسر أمرك، ويرزقك الصحبة الصالحة التي تعينك على الطاعة، وأن يحفظ قلبك من الفتن، ويستعملك في الخير، ويرزقك زوجة صالحة تكون لك سترا وعونا على العفاف، ويجعلك من عباده المخلصين، الساعين لرضاه، اللهم آمين.

مواد ذات صلة

الاستشارات