السؤال
أنا مغربية، أبلغ من العمر 25 عاما، تزوجت من رجل بنغلاديشي عام 2023، ويقيم في المملكة المتحدة.
انتقلت إلى المملكة المتحدة عام 2024، ونعيش مع عائلة زوجي: والدته، وأخته الكبرى، وأخته الصغرى غير الشقيقة، البالغة من العمر 8 سنوات، وهي قريبة جدا من زوجي.
غالبا ما تبقى معنا في غرفتنا، وإذا خرجنا، تقضي معظم وقتها معنا، وهذا يزعجني أحيانا؛ لأنني لا أحظى بأي وقت خاص مع زوجي.
عندما أخبرت زوجي بذلك، قال لي: "أنت لا تحبين عائلتي"، لكنني لم أقصد ذلك، قبل مجيئي إلى المملكة المتحدة، كنت أرغب في منزل خاص بنا، لكن زوجي اقترح أن نعيش مع عائلته؛ لأن المنزل كبير، وسنوفر المال لشراء منزل في المستقبل.
وافقت على ذلك لأنني كنت أفكر في مستقبلنا، وعليه أن يحترم هذا القرار، قلت له: "لا أريد أن تكون أختك معنا طوال الوقت."
في مايو من هذا العام، سافرنا إلى المغرب مع أخته الصغرى لمدة أسبوع، كانت متحمسة؛ لأنها أول مرة تسافر خارج المملكة المتحدة، وأول مرة تزور فيها عائلتي في المغرب.
كانت العطلة رائعة، وأحبت المغرب وكل ما فيه، وأرادت العودة إليه، قبل السفر أخبرني زوجي أن هذه العطلة ليست لنا وحدنا، بل لأخته كذلك، قلت له: "حسنا، لكنني لم أقصد أن تنساني"، كنا نعتني بها معا لنشعرها بالأمان؛ لأنها بعيدة عن والدتها وأختها، وفي بلد جديد عليها.
كل هذا كان جيدا بالنسبة لها، لكن المشكلة أن زوجي لم يهتم بي خلال هذه الفترة، كان كل اهتمامه منصبا على أخته، لا يهتم إذا نمت بجانبه، أو في غرفة أخرى، ولا يسأل عني، وعندما ننام معا، تنام أخته بيننا، وهذا يغضبني، يجب أن ينام زوجي في الوسط بيننا، لكنه لا يفعل، إنه يفضل النوم بجانب أخته ليشعرها بالأمان، وهذا يجعلني أشعر أنني غير مهمة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mona حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونحيي ما قمت به من موافقة للزوج، وحرص على أن تكوني مع عائلته، رغبة في التوفير وبناء المستقبل، ونشكر للزوج أيضا اهتمامه بأهله، لكن لا بد أن يعرف أن الزوجة لها خصوصيتها التي ينبغي أن يهتم بها، ونسأل الله أن يعينك على تجاوز هذه العقبات.
ونحب أن نؤكد أن هذه العقبات بلا شك ستكون مؤقتة، ولكن نتمنى أن تبتكري أوقاتا وخططا إذا كنت وحدك، واستطاع هو أن يخرج ليأتي إليك في بعض الوقت، ثم يعود إلى أخته، فأرجو أن تقبلي بهذا الوضع وتشجعي عليه، حتى لا يشعر أنك فعلا لا تريدين عائلته، هذا التصور الخاطئ له أثر سلبي على العلاقة، خاصة إذا سمع به أهل الزوج؛ فإن ذلك قد يدفعهم للعداء معك، ويدفعهم لتحريضه عليك، ونسأل الله أن يعينك على مواصلة هذا التميز.
الذي تطالبين به هو الحق، وهو حق شرعي للزوجة، ولكن من المهم جدا أن تحسني عرض ما عندك من الحق حتى يستوعبه الزوج، وحتى تبعدي مثل هذه الأفكار السالبة التي يظن فيها بعض الأزواج أن الكلام عن الخصوصية هو هضم لحقوق عائلته، وأرجو أن تشجعي تواصله مع الموقع حتى نبين له أهمية هذه الأمور.
ونحب أن نؤكد له أيضا أنه ليس من مصلحة هذه الفتاة أن ترتبط به بالطريقة المذكورة، فإن هذا خصم على سعادتها، وليس من المصلحة أن تكون بينكما العلاقة بالوضع الذي أشرت إليه، فكل هذه الأشياء لن تكون في مصلحة هذه الفتاة.
حتى لو رضيت أنت ورضي هو وأصر على هذا؛ فإن هذا الوضع مضر جدا للفتاة المذكورة، التي ينبغي أن تأخذ راحتها، وتأخذوا أنتم راحتكم، وتحاول هي أن تبتعد عن شقيقها؛ لأن الارتباط الزائد أيضا فيه إشكال؛ لأنها إذا ارتبطت برجل بعد ذلك، فسيكون ارتباطها وحنينها مع شقيقها؛ ولذلك من مصلحة الفتاة في مثل هذه المرحلة أن تبتعد لتبحث أيضا عن خصوصيتها، وتعيش حياتها، ولا مانع عندما يكون هناك سفر أن تكون تحت عينه، ولكن كل هذه الأمور يسهل ترتيبها طالما في البيت أكثر من غرفة وأكثر من حجرة، فينبغي أن يعطي كل ذي حق حقه.
ونحن نريد أن نقول أيضا: عليه أن يدرك أن للأخت حقوقا عليه أن يؤديها، وللزوجة حقوقا عظيمة لا بد أن يقوم بهاP هذا كله مما ينبغي أن يدركه، فإن الشرع الذي يريده أن يحافظ على هذه الأخت الصغيرة، هو الشرع الذي يدعوه إلى الحفاظ على حق زوجته، وإسعادها، والمحافظة على خصوصيتها.
وحتى يفهم هذا الكلام أرجو أن تشجعي تواصله مع الموقع حتى يسمع الإجابة من الأخصائيين من إخوانه الرجال، ونسأل الله أن يعينكم على الخير، وحتى يحصل هذا نتمنى أن تديري الأمر بحكمة، وهذه الأزمة ستكون -بإذن الله- مؤقتة، ونسأل الله أن يعينك على تجاوز هذه الصعاب وإبقاء الجوانب الإيجابية.
حاولي أن تثني على زوجك في الجوانب الإيجابية، ثم تتخذيها مدخلا للمطالبة بمثل هذه الحقوق الشرعية، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق.