السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أواجه ضيقا في الوقت أثناء حفظي لسورة البقرة، وأفكر أحيانا في إعادة الحفظ من الجزء الأخير، مع العلم أنه لم يتبق لي الكثير من سورة البقرة لأكملها، ولا أريد أن أترك حفظ القرآن، لذلك أفكر في البدء من الجزء الأخير لكي لا أترك الحفظ.
أود الحصول على نصائح أو حلول لمشكلة ضيق الوقت، أو الشعور بضيق الوقت، فضلا هل تنصحونني بإكمال حفظ سورة البقرة، أم أبدأ الحفظ من الجزء الأخير؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.
أختنا الفاضلة، نبشرك أن حرصك على حفظ القرآن وعدم تركه دليل على خير كبير في قلبك، نسأل الله أن يثبتك ويعينك على طاعته.
أما بالنسبة لسؤالك عن إكمال حفظ سورة البقرة أو البدء من الجزء الأخير، فإننا نوصيك بما يلي:
أولا: الأفضل أن تكملي ما بقي لك من سورة البقرة، فإن إتمام العمل الذي بدأه الإنسان من علامات التوفيق، وسورة البقرة لها فضل عظيم وبركة خاصة، وسيمنحك إتمامها شعورا بالإنجاز ويدفعك للمواصلة.
ثانيا: بعد الانتهاء من سورة البقرة يمكنك الانتقال مباشرة إلى الجزء الأخير، وستجدين أن حفظ السور القصيرة أسهل، مما يعطيك دفعة معنوية قوية.
ثالثا: إن رأيت أن ضيق الوقت قد يبطئك في إتمام البقرة، فيمكنك الجمع بين الأمرين، كأن تحفظي بعض الآيات من البقرة في أيام، وفي أيام أخرى تحفظين سورا قصيرة من الجزء الأخير، وبذلك تحافظين على الحفظ وتجددين نشاطك.
رابعا: مشكلة ضيق الوقت، فلا بد أن تعرفي أولا مسببات ضيق الوقت، وما يمكن الاستغناء عنه، وما يمكن تأخيره، ترتيب الأولويات وتنظيم المهام مهم جدا في تنظيم الوقت، ويساهم بشكل كبير في فتح مساحات واسعة من الوقت.
خامسا: حتى تحققي مساحات من الوقت، إليك بعض الحلول العملية:
• استغلال الأوقات القصيرة، مثل أوقات ما بين الصلوات أو لحظات الانتظار، وهكذا.
• دمج المراجعة بالحفظ، إذا لم يكن لديك وقت كاف للمراجعة ووقت للحفظ، يمكنك جعل الحفظ والمراجعة في وقت واحد، مع تقسيم الوقت إلى مرحلتين: مراجعة، وحفظ وتسميع.
• اختيار الأوقات الذهبية للحفظ، مثل بعد الفجر حيث صفاء الذهن، فهذه الأوقات تساعد على إتقان الحفظ مما يقلل الجهد والوقت.
• التركيز على الاستمرارية والمداومة: لا يشترط الحفظ الكثير دفعة واحدة، بل المهم عدم الانقطاع، قال رسول الله ﷺ: أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل.
سادسا: أختنا الفاضلة، تذكري أن الشعور بضيق الوقت قد يكون في بعض الأحيان بسبب الضغط النفسي، أو توقع إنجاز كبير في وقت قصير، فإذا تعاملت مع الحفظ على أنه طاعة وقربة إلى الله، ورحلة ممتعة مع كتاب الله، سيخف عنك هذا الشعور.
سابعا: احذري "سراق الوقت"، فهم كثير اليوم، ومن أخطرهم تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يظن الكثير أنه سيقضي دقائق، ليجد نفسه قد قضى ساعات دون أن يشعر، في عالم لا ينتهي من ضياع الوقت.
ثامنا: احذري من كثرة الزيارات والخروج الذي لا فائدة منه، ومداومة الأعمال والمهام المبعثرة غير المنظمة، فالوقت أشبه بغرفة صغيرة غير منظمة وغير مرتبة، بمجرد ترتيبها ووضع كل شيء في مكانه ستجدين مساحات واسعة لم تتخيلي وجودها، وهكذا الوقت يحتاج إلى ترتيب وتنظيم.
نسأل الله أن يجعلك من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته.