السؤال
والله، لقد مللت..، مللت كثيرا من البقاء في المنزل، قضيت العطلة كلها في البيت، ولم أعد أتحمل، وحين أفكر في المدرسة، أنهار بسبب مشكلة النقل والثانوية الرديئة.
والله، لم أعد قادرة على الاستمرار، أعيش ضغطا كبيرا، وأشعر به بكل لحظة.
والله، لقد مللت..، مللت كثيرا من البقاء في المنزل، قضيت العطلة كلها في البيت، ولم أعد أتحمل، وحين أفكر في المدرسة، أنهار بسبب مشكلة النقل والثانوية الرديئة.
والله، لم أعد قادرة على الاستمرار، أعيش ضغطا كبيرا، وأشعر به بكل لحظة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.
ما تمرين به -أختنا الفاضلة- شيء طبيعي، وهو نتيجة حتمية لضياع الوقت، وعدم وجود إنجازات يومية تشعرك بالتقدم والتفوق.
لذلك -أختنا الفاضلة- تحتاجين إلى مجموعة من الخطوات العملية التي تساعدك في ذهاب الملل والشعور بالعطاء والإنجاز الذي يجعل من البقاء في المنزل متعة وسعادة، وأيضا يجعل من الدراسة وسيلة لتحقيق الطموح والأهداف.
أولا: تذكري أنك أنت من يصنع يومك ويبني وقتك؛ لذلك من المهم أن تبادري إلى التغيير الذاتي أولا، ولا تنتظري التغيير من عند أحد، فالله يقول: ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
ثانيا: ابدئي برحلة الإنجازات مهما كانت صغيرة وسريعة، واصنعي لنفسك أهدافا يومية قابلة للتحقيق السريع، فالإنجاز يشعرك بالسعادة والعطاء والتقدم، لا تنظري للإنجازات أنها أشياء معقدة وصعبة وطويلة، فالمحافظة على الصلاة في وقتها مثلا يمكن اعتباره إنجازا، حفظ صفحة من القرآن إنجاز، بناء مهارة جديدة كقراءة صفحات من كتاب نافع إنجاز، اكتساب مهارة تعلم شيء، كل ذلك إنجاز، عندما تكثر الإنجازات الصغيرة نشعر بأننا استفدنا من وقتنا وأنجزنا شيئا فيه، فلا نشعر بالملل، والعكس كذلك، البقاء لأيام طويلة دون أي إنجازات، أو قتل الوقت بمشاهدة التلفاز، أو متابعة مواقع التواصل الاجتماعي يشعرنا بالملل والروتين القاتل والتضجر والضياع.
ثالثا: لا تنظري إلى تعب اللحظة، ولكن انظري إلى فرح وتفوق النتائج، قد تكون الدراسة شاقة ومتعبة عندما تنظرين إليها بشكل مجرد، ولكن عندما تتذكرين لحظات التخرج والتفوق وانتهاء الدراسة، وانتقالك إلى الجامعة واقترابك من تحقيق طموحاتك وأهدافك العملية؛ كل هذا يساعدك على تحمل الإرهاق والتعب، لذلك انظري إلى الجانب الإيجابي في أي شيء حتى تكون الصورة مكتملة وواضحة ومشرقة.
أخيرا: أختنا الفاضلة: الإنسان الحريص على بناء ذاته والارتقاء في حياته وآخرته سيجد الوقت كمثل الكنز الذي بين يديه، ينتقل من خير إلى خير، ومن عمل إلى عمل، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ).
اجتهدي في بناء ذاتك، واحرصي على التدرج دون أن ترهقي نفسك، وهناك من الوسائل الحديثة التي تساهم بقوة في الارتقاء العقلي والروحي، وبناء المهارات واكتساب الخبرات، كحضور الدورات المسموعة والمرئية، أو الالتحاق بالمخيمات الصيفية والأنشطة التطوعية والخيرية والدورات العلمية الشرعية النسائية، فمتى ما أراد الإنسان بصدق بناء ذاته، واكتساب المهارات، وتنمية القدرات سيجد الأبواب مفتوحة والفرص كثيرة، لكن عليه المبادرة والسعي والاجتهاد فلا شيء يتحقق بمجرد الأماني.
احرصي على الالتجاء إلى الله دائما، وأكثري من الدعاء والتضرع إليه، وأصلحي علاقتك بالله بمداومة التوبة والحفاظ على الصلاة وقراءة القرآن، والإكثار من ذكر الله؛ كل هذا يشرح الصدر، ويملأ النفس طمأنينة وسعادة، وكل هذا يجعل في الوقت والعمر بركة وإنجازا وتقدما نحو الخير.
نسأل الله أن يوفقنا وإياك.