السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ارتبطت بشخص صاحب خلق ودين لمدة ليست قصيرة، وقد استخرنا الله في أمرنا، وسارت الأمور بشكل جيد -ولله الحمد-، لكن فجأة قرر هذا الشخص أن ننفصل دون أي مبرر واضح، وبعد مرور ثلاثة أشهر، عاد معتذرا، وأبدى ندمه، وطلب أن نفتح الحديث مجددا.
سؤالي: هل من المناسب أن أطلب منه توضيح طبيعة العلاقة بيننا؟ وهل هو يرغب في الزواج فعليا، أم أن حديثه مجرد محاولة لإرضاء ضميره؟ علما أنني لا أرغب أن أبدو أمامه ضعيفة أو تبدو رغبتي بالارتباط به.
أسأل الله أن يرزقنا الزوج والذرية الصالحة، ويكتب لنا الخير حيث كان، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Soli0o حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله تعالى لك الهداية والتوفيق، وأن يصلح حالك، ويرزقك بما يرضيك، وتقر به عينك.
اعلمي بداية أن علاقة الرجل الأجنبي بأنثى أجنبية لا تحل له في غير إطار الزواج، وفي غير الحدود التي وضعها الشارع لهما، فهي علاقة محرمة يبغضها الله تعالى، ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، قال تعالى: ﴿وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن علىٰ جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن﴾ [النور: 31].
وانظري إلى المفاسد الشرعية والنفسية التي تترتب على تلك العلاقات، كارتكاب المعاصي والآثام، والتعلق والأذى النفسي الذي يلحق بأطراف العلاقة بعد نهايتها، والتي ربما تكون وبالا عليهما وعلى زواجهما في المستقبل، حتى وإن كانت هذه العلاقة مقامة من أجل أن تنتهي بالزواج؛ فإن ما عند الله تعالى لن ينال إلا بطاعته، لا بمعصيته ومخالفة أمره.
ثانيا: على أي أساس تقولين إن الشاب الذي تربطك معه هذه العلاقة على خلق ودين، وهو يفعل ما يخالف الدين والخلق؟! فهذا التصور الذي عندك نحوه هو من باب تسويل الشيطان وتزيينه للقبيح، إذ لو كان صاحب دين وخلق لجعل الأمر في إطاره الطبيعي الشرعي، وجاء يخطبك من والدك، أما غير ذلك فهو فتنة زينها الشيطان في عينك.
ثالثا: لا يلدغ المؤمن من حجر مرتين، الرجل قطع علاقته بك، ثم عاد واتصل بك مرة أخرى بعد ثلاثة أشهر، ألا يدل هذا الفعل على أنه ربما يكلمك لأنك أنت المتاحة أمامه حاليا، وعندما يجد فتاة أخرى؛ سيتركك كما تركك قبل ذلك؟! فكيف تأمنين لمن كان هذا ديدنه وأسلوبه في التعامل معك؟
وهنا ننصحك -تعزيزا لما ذكرته- أن تكوني واضحة وحازمة معه في أي تواصل قادم، وتخبريه أن الاستمرار في هذه العلاقة خارج إطار الزواج غير جائز شرعا، وأن من أرادك بحق؛ فليأت البيوت من أبوابها، فيتقدم رسميا ويكمل مشوار الزواج بالعقد الشرعي، ثم تغلقين باب التواصل تماما حتى يتضح صدقه وجديته، فإن كان فيه خير، ونيته صالحة، وقد كتبه الله لك، فسوف يسعى لخطبتك كما أمر الشرع، وإن لم يكن كذلك، فقد حفظت نفسك وأغلقت باب فتنة، وفوضت أمرك إلى الله.
كما أوصيك بالتوبة والندم على هذه العلاقة، ومعاهدة الله تعالى على عدم العودة لمثلها، والإكثار من الأعمال الصالحة التي تكون سببا في محو آثارها، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن (رواه الترمذي).
واعلمي أن الزواج رزق كباقي الأرزاق، فاتق الله تعالى وتمسكي بطاعته، واسأليه أن يرزقك بما فيه الخير لك، وأن يرضيك به.
رزقك الله تعالى من خيري الدنيا والآخرة.