قلت لمن ظلمتني حسبي الله ونعم الوكيل فلم تهتم لهذه الكلمة!

0 2

السؤال

ما عقاب من يظلم ويأكل عرق جبين غيره؟ علما أنني عندما وكلت أمري إلى الله، وقلت لمن لم تعطني حقي: "حسبي الله ونعم الوكيل"، ضحكت وردت علي باستهزاء، وقالت: إن شاء الله! وكأنها لم تهتم بكلمة (حسبي الله ونعم الوكيل)، بل سخرت مما قلت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخت الكريمة: قرأت رسالتك واطلعت على همومك، وأيضا على سؤالك، وجوابي هو كالآتي:

أولا: لا تحزني وارضي بما قسم الله لك؛ فلعل الله تعالى أن يعوضك خيرا في الدنيا والآخرة، فهذه الدنيا زائلة، وأيقني بربك فإن الله تعالى قد يبتلي المؤمن والمؤمنة في الدنيا ليرفع درجته في الآخرة، وقد كان حال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حينما عرضت عليه الدنيا، أنه قال: "لا، إنما أجوع يوما وأشبع يوما حتى ألقى الله تعالى)، رواه أحمد.

ثانيا: لا شك ولا ريب أن عاقبة الظلم وخيمة، والذي يأكل عرق جبين الآخرين له عقاب من الله تعالى، وقد قال الله تعالى (وقد خاب من حمل ظلما) [طه:111] سواء كان ظلم نفسه بالذنوب، أو ظلم الآخرين، وبالذات الذي يأكل عرق جبين الآخرين، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد قال: (أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه)، رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.

ثالثا: قد أحسنت حينما فوضت أمرك إلى الله تعالى في ظلم هذه المرأة لك، والأسوأ من ذلك أنها بدلا أن تتذكر قابلت ذلك بالسخرية، فجمعت بين أمرين ظلمها لك بعدم إعطائك ما تستحقين من الأجرة، والأمر الآخر هو السخرية، وأخشى عليها من قول الله تعالى: (وإذا ذكروا لا يذكرون) [الصافات:11] ولو علمت هذه المرأة -هداها الله- عاقبة الظلم لما أقدمت على إضاعة أجرتك، ففي حديث جابر -رضي الله عنه- قال قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(اتقو الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة) رواه مسلم، وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه الله من سبع أرضين) متفق عليه.

رابعا: أختي الكريمة: فلتعلمي أن حقك لن يضيع عند الله، فإن لم تأخذيه في الدنيا ستأخذينه يوم القيامة من حسناتها، وأحيانا يفكر الإنسان فيمن ظلمه، وأخذ ماله، فيعود إلى رشده ويرجع عن مظلمته، فلا داعي للقلق، وأوصيك بكثرة ذكر الله تعالى والاستغفار، فإنه من أعظم أبواب الرزق، وأيضا لا بأس من المطابقة بحقك، بحيث تعرضين موضوعك على طرف آخر يمكن أن يناصح هذه الأخت التي تساهلت في حقك وتغافلت عنه، إن رأيت أن ذلك قد ينفع ويعيد لك حقك، وإلا فقد أحسنت حين فوضت أمرك لله.

أسأل الله تعالى أن يفتح عليك أبواب الخير، وأبواب الرزق، وأن يسعدك في الدنيا والآخرة، اللهم آمين.

مواد ذات صلة

الاستشارات