لم أعد أشعر بالأمان بسبب أخي الذي يتصرف بشكل غير لائق!

0 3

السؤال

أخي، يكبرني بـ9 سنوات، كان يلمسني رغما عني (عناق، تقبيل، وما إلى ذلك)، إلا أن ذلك كان يؤدي إلى تحرشه بي من خلال لمسه -حتى وإن بدا غير مقصود- لأماكن لا يصح لمسها من جسدي.

جعلني ذلك أشعر بالقلق كلما سمعت فقط اقترابه، وأصبت بالتوتر، ومع الوقت أصبحت عصبية، رغم أنني لم أكن كذلك من قبل، وفوق ذلك، يستمر في استفزازي وتحطيمي نفسيا، رغم حالتي النفسية والعقلية الصعبة في تلك الفترة، وكلما رفضته ووضحت له أذاه، تجاهل الأمر.

أصبحت أنهار حرفيا من مجرد التفكير في أنه قد يظن أنني أرحب به بسبب ردة فعل لم أظهرها، ويعود لفعل ما كان يفعله.

هو ينتظر أي فرصة أرخي فيها دفاعي لنعود كما في السابق، ولذلك أصبحت أراقب ردود أفعالي، وأتخذ شخصية ليست أنا داخل المنزل، ولم أعد أشعر بالأمان فيه بسببه.

وفوق كل ذلك، هو يتحسس من أي كلمة تمسه، وأظن أن ثقته بنفسه مهزوزة داخليا، ويخشى أن يقلل منه بسبب تعرضه للتنمر في صغره (رغم أننا جميعا مررنا بطفولة صعبة).

يتحسس حرفيا من أي شيء، وإن حدث ذلك، يغضب غضبا مبالغا فيه، وقد يلجأ إلى العنف الجسدي، وهو يحمل ضغائن.

أراه جبانا، لا يستطيع أن يرفع صوته إلا على أمي، أما أمام أبي وإخوته الأكبر سنا فلا يجرؤ، رغم أنه يبرها، إلا أنه لا يتأدب معها، وأكره صوته المرفوع دائما حتى على أتفه الأشياء، والأصوات العالية يصعب علي تحملها، وتثير في نفسي القلق، بسبب المشاكل والصراخ الدائم في المنزل منذ ولادتي. الآن الوضع هادئ، لكن يبقى هو مصدر التوتر.

أحيانا أود أن أدعو عليه، لكنني أخاف أن يكون ذلك دعاء فيه اعتداء، وليس لدي طاقة لأدعو له بالهداية.

وعندما بدأت أتجنب الاحتكاك به قدر المستطاع، وأجيب فقط بـ"نعم" أو "لا" إن سئلت، صار يتعمد استفزازي أحيانا، ويحاول انتزاع أي كلام زائد مني، وإن تجاهلته، يتهددني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك أختنا في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يحفظك ويعينك، ويجعل لك من كل ضيق فرجا، ومن كل هم مخرجا، وأن يرزقك الطمأنينة في بيتك، ويكفيك شر من أراد بك سوءا، ويجعل قلبك قويا ثابتا مطمئنا، ويصرف عنك الأذى والضرر، ويجعل لك من لدنه وليا ونصيرا.

أولا: تحليل الموقف:
ما يحدث معك ليس خلافا عابرا بين الإخوة، بل هو إساءة متكررة تمس الأمان النفسي والجسدي، ومنها:
• تحرش ولمس لا يجوز شرعا، سواء كان بذرائع، أو بدعوى المزاح، وهذا انتهاك صريح غير مقبول.
• استفزاز متعمد ومحاولات متكررة لكسر الثقة بالنفس.
• استخدام الصوت العالي والغضب المبالغ فيه لإرهابك وإضعافك.
• إشعارك بأنك تحت المراقبة، وأن أي رد فعل منك قد يستغل ضدك، وهذه الظروف تجعل عقلك دائم الاستنفار، وقلبك مثقلا بالقلق؛ مما يرهقك نفسيا وعاطفيا.

ثانيا: الأسباب المحتملة لسلوكه:
• شخصية تميل إلى السيطرة على من يظنهم أضعف، مع تجنب مواجهة الأقوى.
• حساسية مفرطة تجاه النقد، مع تفريغ الغضب في بيئة يراها آمنة بالنسبة له: المنزل وأفراد العائلة.
• تجربة تنمر، أو طفولة صعبة جعلته يكرر دائرة الإساءة على غيره.

ثالثا: طريقة التعامل معه:
الهدف هو حماية نفسك، مع إبقاء زمام السيطرة في يدك، وتجنب التصعيد إلا عند الضرورة.
1. التقليل من الاحتكاك.
• تجنبي الخلوة به، وحافظي على وجود آخرين، أو أبواب مفتوحة.
• نظمي أوقاتك لتقليل فرص المواجهة.
2. الردود المقتضبة والمحايدة:
• استخدمي إجابات مختصرة وهادئة: نعم – لا – حسنا.
• لا تمنحيه رد فعل انفعاليا قد يستغله.
3. الحاجز الجسدي:
• اجعلي بينك وبينه حاجزا ماديا كطاولة، أو كرسي، أو حقيبة، في أي تواصل.
4. التعامل مع التهديد أو محاولة الاعتداء
• إذا بدأ يتصرف بعدوانية، أو حاول الاعتداء، هدديه بوضوح أنك على وشك إخبار الوالد.
• لا تلجئي فعلا لإخبار والدك إلا إذا حاول الاعتداء فعليا أو تجاوز الخطوط الحمراء.
• انسحبي من المكان فورا بعد التحذير.

رابعا: الدعاء عليه وحده قد يخفف من شعورك بالظلم، لكنه لا يغير أصل المشكلة، والأفضل أن تدعي له بالصلاح، مع الدعاء بصرف شره عنك، ومن ذلك:
اللهم أصلح قلبه، واهده، وحسن سلوكه، واصرفه عني وعن أذاه، واملأ قلبه بخوفك وتقواك.
اللهم احفظني من شره، واصرفه عني صرفا جميلا، وأشغله بنفسه، واجعل بيني وبينه حاجزا.
وإنا نسأل الله أن يحفظك بحفظه، والله المستعان.

مواد ذات صلة

الاستشارات