السؤال
السلام عليكم.
كلما داومت على قراءة سورة البقرة يوميا، لاحظت أن زوجي يزداد في افتعال المشاكل لأسباب تافهة، ويخاصمني ويعاقبني بالتضييق في المصروف، ويصدر منه كلام جارح وقلة احترام بشكل مبالغ فيه، يصبح لا يطيقني وينفر مني بشدة، وأنا أيضا أشعر أنني أكرهه، وحتى الأولاد أصبحوا يكرهون التعامل معه.
وعندما أتوقف عن قراءة السورة لفترة، بسبب ظرف غير متعمد أو لانشغالي، تهدأ الأمور، ويصبح زوجي أكثر هدوءا، ويعود الاستقرار إلى البيت، وقد لاحظت هذا التغير عدة مرات، هل هذا يدل على وجود سحر أو حسد؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ماجدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أختنا الكريمة- في إسلام ويب، وردا على استشارتك أقول وبالله تعالى أستعين:
• المداومة على قراءة سورة البقرة بنية الرقية بها لا تكون سببا لسوء الحياة الزوجية، بل هي سبب لحلول السعادة والخير والبركة، ففي صحيح مسلم عن أبي أمامة الباهلي، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اقرؤوا سورة البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة)، قال معاوية: بلغني أن البطلة هم السحرة.
• احرصي على تجنب الأسباب التي تؤدي إلى المشاكل بينك وبين زوجك قدر استطاعتك، وغضي الطرف عن كثير من الأخطاء التي قد يقع فيها، ولا تحاولي حل الإشكال في نفس الوقت، بل أجليه إلى وقت صفاء ذهن زوجك وظنك أنه يمكن مناقشة سوء التفاهم، ولا بد من التفاهم مع زوجك على طرق الإصلاح من جهة، والتعرف على ما يغضبه من تصرفاتك والعكس من جهة أخرى؛ حتى يمكن تفادي ما يسبب المشاكل.
• اعلمي أن أحب شيء إلى الشيطان الرجيم أن يفرق بين المرء وزوجه، والواجب عليكما أن تفوتا عليه مقصده، وذلك بقطع أسباب المشاكل التي تؤدي إلى هدم البيت، ومن العلاجات النافعة: أن ترقيا أنفسكما وأبناءكما، وإن لزم الأمر فاستعينا برقية راق أمين موثوق.
• إن كان الأمر كما تقولين: أنك إذا داومت على قراءة هذه السورة المباركة يسود الكره والبغض في البيت كله، ويصبح الجميع لا يطيق بعضهم بعضا؛ فهذه قد تكون قرينة على وجود عمل أو سحر، وبسبب التلاوة يتأذى الشيطان من سماع السورة، فيسعى للتنكيد على القارئ وأهل بيته ليصرفهم عن قراءتها؛ لأنه لا يريد أن تتلى تلك السورة في ذلك المنزل.
• لا تتركي تلاوة هذه السورة وكذلك سورة آل عمران، واجعلي البيت عامرا بتلاوة القرآن وأذكار الرقية، وخاصة في حال غياب زوجك؛ ففي ذلك الخير والبركة، ويقول العلامة ابن القيم -رحمه الله-: (والرقية من أعظم الأدوية التي ينبغي للمؤمن أن يحافظ عليها).
• لا بأس من عرض أنفسكما على راق أمين وثقة لاستكشاف الحالة، وعمل الرقية إن لزم الأمر.
• تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى، وتحري أوقات الإجابة، وخاصة أثناء السجود، وفي الثلث الأخير من الليل، وآخر ساعة من يوم الجمعة، وسلي الله تعالى أن يصرف عنكم شر الأشرار وكيد الفجار، وأن يؤلف بين قلوب أسرتك على الخير والمحبة.
• حافظوا على الصلاة في أول وقتها، وعلى النوافل، وعلى تلاوة القرآن الكريم، وكذلك تشغيل القرآن العظيم في المنزل بصوت قارئ مجود كالشيخ المنشاوي -رحمه الله تعالى-.
نسأل الله تعالى أن يصرف عنكم الشيطان الرجيم، وهمزه، ونفخه، ونفثه، وأن يرزقكم الحياة السعيدة المطمئنة، إنه سميع مجيب.