حُرمت التعليم والأمومة وابتليت بمس عاشق دمر حياتي!

0 0

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن حظي في الحياة سيئ جدا، فأنا مطلقة منذ 18 سنة، ولم يقدر لي أن أرزق بأبناء، كما أنني أعاني من مس عاشق دمر حياتي، ولم أتمكن حتى من إكمال دراستي.

أنا أصلي -الحمد لله-، ولكنني أشعر بتعب نفسي؛ بسبب ما أواجهه من قلة الحظ.

السؤال: لقد بدأت أشعر بالحقد تجاه من هم أفضل حالا مني، وأقول: لماذا يا رب؟ وأصبحت حقودة، مع أنني لم أكن كذلك من قبل، فلم أرزق بتعليم، ولا بزوج جيد، ولا بأطفال، ولا بحياة هادئة، وأعاني من مس عاشق دمرني، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الكريمة- في إسلام ويب، وردا على استشارتك أقول وبالله التوفيق:

اعلمي أن كل شيء في هذا الكون يجري بقضاء الله وقدره، قال تعالى: {إنا كل شيء خلقناه بقدر} [القمر: 49]، وقال -عليه الصلاة والسلام-: "قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء" [رواه مسلم]، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، قال: وما أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة" [رواه الترمذي وأبو داود، وهو حديث حسن]، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كذلك: "كل شيء بقضاء وقدر، حتى العجز والكيس" [رواه مسلم]، والكيس هو الفطن.

ويقول الصحابي الجليل شداد بن أوس -رضي الله عنه-: "يا أيها الناس لا تتهموا الله في قضائه، فإن الله لا يبغي على مؤمن، فإذا نزل بأحدكم شيء مما يحب فليحمد الله، وإذا نزل به شيء يكره فليصبر وليحتسب، فإن الله عنده حسن الثواب".

والقضاء لا يرده إلا الدعاء، كما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القدر إلا الدعاء".

ولا يوجد شيء اسمه قلة حظ، بل هنالك قدر، ومن أركان الإيمان: الإيمان بالقدر خيره وشره، والنبي -صلى الله عليه وسلم- حينما سئل عن الإيمان، قال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، وبالقدر خيره وشره من الله تعالى"، ويقول أيضا: "لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره، حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه".

والمؤمن يتقلب بين الشكر والصبر، ولا يتضجر من قضاء الله وقدره، ولا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله، لقوله -عليه الصلاة والسلام-: "عجبا لأمر المؤمن! إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له".

وقد يصاب الإنسان بالابتلاء بسبب ذنب أذنبه، كعصيانه لوالديه، أو بسبب دعوة من أحدهما، قال تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}، وقد يكون العبد ناسيا لما فعله، لذا لا بد من التوبة العامة من كل ذنب اقترفه.

وما ينزل بالمؤمن من بلاء، أو مرض، أو ضيق في الرزق، أو غير ذلك، إلا كان فيه تكفير لذنوبه، يقول -صلى الله عليه وسلم-: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه".

أما المس العاشق: فعلاجه يكون بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة، على يد راق أمين موثوق، مع ضرورة وجود أحد محارمك أثناء ذلك، وهذا يتطلب منك يقينا بأن القرآن الكريم والأدعية النبوية يحتويان على الشفاء النافع، -بإذن الله تعالى-.

قال سبحانه: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ۙ ولا يزيد الظالمين إلا خسارا} [الإسراء: 82]، وقال تعالى: {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء} [فصلت: 44].

أما الحقد على الناس: فهو ناتج عن ضعف الإيمان بقضاء الله وقدره، وإلا فما ذنب أولئك الذين تبغضينهم وهم لم يسيئوا إليك؟ فقد يكون هذا المس بسبب سحر من أحد الناس –والله أعلم–، أو بسبب دعاء، أو نتيجة غفلة عن الله أدت إلى ما أنت فيه.

فبغضك للمسلمين دون ذنب يعد معصية؛ إذ الأصل في المسلم أن يحب الخير لإخوانه، لا أن يحقد عليهم.

لذلك نوصيك بالمحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها، والإكثار من صيام النوافل، وتلاوة القرآن الكريم، والمداومة على أذكار اليوم والليلة؛ ففي ذلك طمأنينة للنفس، وانشراح للصدر.

نسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك، وأن يسعدك، آمين.

مواد ذات صلة

الاستشارات