والدي مصرٌ على رفض خاطب يتحلى بالدين والخلق والعلم!

0 0

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحببت شخصا منذ خمس سنوات، وهو كذلك، وقد تقدم لخطبتي قبل ست سنوات، لكن والدي رفض، لم يكن رفضه في ذلك الوقت قاطعا، بل كان بسبب أنني كنت لا أزال أدرس، وكان لدي أخوات أكبر مني لم يتزوجن بعد.

أما في الوقت الحالي: فقد تقدم هذا الشخص مرة أخرى، لكن والدي يرفض رفضا تاما، مع أنه صاحب خلق ودين، ومتعلم تعليما عاليا، حاول أقاربي وأخواتي جميعا التحدث مع والدي لإقناعه، ولكن لا حياة لمن تنادي؛ فهو يرفض بلا أي سبب واضح، رغم أنه يرى حالتي النفسية المتعبة جدا.

أنا لا أستطيع التخلي عن هذا الشخص، وأشعر أنني لن أكون مرتاحة إلا معه، ولن أستطيع الزواج من أي شخص آخر، حتى لو تزوج هو وابتعد عني، فما الذي يمكنني فعله مع والدي؟ أرجو الإفادة بحل ييسر الأمر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nada حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن عرض السؤال، ونسأل الله أن يهدي والدك، وأن يؤلف القلوب، وأن يغفر الزلات والذنوب، وأن يعينه على فهم احتياجاتك، وأن يجمع بينك وبين الشاب المذكور في الخير وعلى الخير.

لا شك أننا بحاجة إلى أن نعرف أسباب رفض هذا الوالد لهذا الخاطب الذي تقدم لطلب يدك، مع أنه جاء إلى بيتكم من الباب، وتقدم بطريقة رسمية؛ فإذا كان الرفض في المرة الأولى مبررا من قبل الوالد، لكونك كنت لا تزالين تدرسين، مع أن الدراسة لا تمنع الزواج، فكثير من الناس يتزوجون ويكملون دراستهم، فدعينا نقبل هذا العذر في تلك المرحلة الأولى.

لكن بعد مرور السنوات، نسأل: ما الأسباب التي تجعل الوالد يرفض هذا الشاب الآن؟ هل يمكن أن يكون السبب أن أخواتك الكبار لم يتزوجن بعد؟ هذا أيضا من المشكلات الشائعة في بعض المجتمعات، حيث يرفض زواج الصغرى إذا كانت لها أخت كبرى لم تتزوج بعد.

توضيح هذه الأمور سيكون له علاقة كبيرة بالوضوح في الإجابة، ومعرفة الأسباب الفعلية، ونحن أيضا نؤكد على أهمية أن يكون للمحارم الآخرين دور، وأن يكون للوالدة دور في إقناع الوالد، فإذا كانت له أسباب، فنحن ينبغي أن نقف مع هذه الأسباب، فإن كانت الأسباب شرعية فالرفض له وجه، لأن الأب له أن يرفض إذا كانت هناك اعتبارات شرعية.

أما إذا كان الشاب صاحب دين، وصاحب أخلاق، وصاحب تعليم عال -كما أشرت-، وأنت راغبة فيه، فليس للوالد ولا لغيره أن يقف في طريق إكمال هذا الزواج، ومع ذلك نحن لا ندعوك إلى تجاوز الوالد، لكن نتمنى الاستمرار في المحاولات لإقناعه، وعلى الشاب أيضا أن يدعو أصحاب الوجاهات والعلماء والفضلاء من أجل أن يتدخلوا في إزالة هذه العقبة وإقناع الوالد.

إذا تعذر هذا، أو كان للوالد أسباب، فأرجو ألا تحبسي نفسك على هذا الشخص، وأيضا هو لا ينبغي أن ينتظر، بل ينبغي أن يمضي في حياته، وأنت أيضا إذا طرق الباب من هو صاحب دين وأخلاق، ورضيه الوالد ورضيت به الوالدة ورضي به الأهل؛ فأرجو ألا تترددي في القبول به؛ فليس من العقل ولا من الحكمة أن توقفي حياتك على شاب بعينه.

وأيضا أتمنى أن يتوقف التواصل حتى لا تتمدد العلاقات العاطفية أكثر وتتمكن؛ وعندها قد يصعب قطعها بعد ذلك، أو تقعا في إشكال؛ لأن هذه العلاقات العاطفية خارج الأطر الشرعية ستكون مصدر إزعاج بالنسبة للطرفين، حتى لو حصل الزواج.

ولذلك نتمنى كخطوة أولى أن توقفي العلاقة حتى يحصل هذا الشاب على الموافقة، أو حتى تنجحا أيضا في إقناع الوالد بالقبول به، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.

ونحب أن نقول: مثل هذه الأمور تحدث، ولكن نحن أيضا -كما قلنا- ننتظر مزيدا من التوضيح للأسباب الفعلية في رفض هذا الوالد للشاب الذي تقدم.

لا تنسي الدعاء، وثقي أن من قدره الله لك زوجا سيكون، وسلي الله أن يختار لك الخير، فقد يحب الإنسان شيئا ويسعى إليه بكل قوة، ويرى أنه لن يرتاح إلا بحصوله على هذا الشيء، ويكون الخير عكس ذلك تماما، كما قال سبحانه: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون). نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات