والدي كبير في السن ومصاب بمرض السكري من النوع الثاني!

0 4

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

والدي يعاني من مرض السكري من النوع الثاني منذ 35 سنة، وقد كان منتظما على العلاجات الدوائية، ولكن قبل سبع سنوات تعرض لجلطة دماغية، وازدادت القرح السكرية في قدمه، فتم وصف Insulin Mixtard 30/70 بواقع جرعة واحدة صباحية مقدارها 15 وحدة.

وقبل أسبوعين، قمت بتحليل السكر التراكمي لديه، فكان (6)، والسكر الصائم (102)، والسكر العشوائي (130)، فهل من الممكن العودة إلى العلاجات الدوائية، خاصة وأن طبيبا في غزة أخبرني بأنه يمكن ذلك مع المراقبة الدورية للسكر الصائم والعشوائي؟

وأيضا: ظهرت عليه تصرفات غريبة مثل: البصق المتكرر في كل مكان، والشتم والسب، وغير ذلك، علما بأنه قد تعرض قبل سبع سنوات لجلطة دماغية عابرة أثرت على الوظائف الحركية قليلا، فهل يمكن أن تكون هذه التصرفات تفسيرا لحاله الغريبة؟ كما أنه تعرض قبل عام لنوبة انخفاض في سكر الدم أدت إلى الإغماء، وقد تكررت مرتين.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بكم في موقع إسلام ويب، ونعتذر عن تأخر الرد على السؤال؛ لظروف خارجة عن إرادتنا، وندعو الله للوالد بالصحة والعافية والسلامة، كما نسأله تعالى أن يحفظ دماء وأرواح أهلنا في فلسطين وغزة.

مرض السكري من النوع الثاني يعني أن كمية الإنسولين التي يفرزها البنكرياس تتضاءل تدريجيا منذ بداية الإصابة بالمرض إلى مرحلة التقدم في العمر، حتى يصبح البنكرياس -في عمر الوالد حفظه الله، فوق السبعين- غير قادر على إفراز المزيد من الإنسولين؛ وعليه يصبح علاج السكر من النوع الثاني معتمدا على الإنسولين.

وما شاء الله تبارك الرحمن، فإن مستوى السكر التراكمي (6%)، والصائم (102)، والعشوائي (130)، يعد مستوى قياسيا ورائعا؛ ومع ذلك: يفضل في سن الوالد -حفظه الله- أن يكون التراكمي بين 7% إلى 8%، لتفادي حدوث نوبات انخفاض السكر -لا قدر الله-، كما أن ضبط مستوى السكر في الدم يسهم في الوقاية من الالتهابات المزمنة، ويسرع من التئام الجروح في حال حدوثها؛ لذا: من المهم تحقيق التوازن بين جرعات الإنسولين ووجبات الطعام.

أما الأدوية الخاصة بعلاج السكر من النوع الثاني؛ فهي تعمل على تحفيز البنكرياس لإفراز المزيد من الإنسولين، كما تقلل وتحسن من مقاومة الإنسولين حول الخلايا، إذ إن وظيفة الإنسولين الأساسية هي إدخال السكر من الدم إلى داخل الخلايا لعملية الحرق واستخراج الطاقة، لكن في مثل هذا السن كما قلنا ليس للبنكرياس المقدرة على إفراز الإنسولين الكافي، وبالتالي فإن الأدوية لم تعد فعالة في علاج السكر، ويعد الإنسولين الخارجي هو العلاج المناسب والفعال في هذه الحالة.

ومن المهم إجراء فحص دوري شامل للوالد، يشمل: فحص صورة الدم CBC، وفحص وظائف الكبد ALT & AST، والكلى Serum Urea and Creatinine، وفحص الدهون TG، والسكر FBS، والكوليسترول TC، وفحص فيتامين D، وفيتامين B12، وفحص حمض اليوريك Uric Acid، وتحليل البول Urinalysis، وتحليل البراز Stool Analysis، ثم عرض نتائج التحاليل على الطبيب المعالج، مع الحرص على ممارسة رياضة المشي، وتجنب التوتر والانفعال.

ومع وجود الجلطة الدماغية أو الجلطات العابرة؛ يوصى بتناول أسبرين الأطفال 100 ملغ يوميا، كما يجب ضبط مستوى الكوليسترول من خلال الأدوية المناسبة، إلى جانب إعطاء الوالد كبسولتين من أوميغا-3 بجرعة 2000 ملغ يوميا.

أما ما يتعلق بالبصق والشتم؛ فهي من الأعراض المحتملة لمرض الخرف (Dementia)، والذي يصاحبه تلف في بعض خلايا المخ، ويفضل في هذه الحالة عرض الوالد -حفظه الله- على طبيب مخ وأعصاب لتقييم حالته، مع العلم أن مريض الخرف قد يتصرف أحيانا كالطفل؛ ولذلك لا يصح لومه على أمر ليس له القدرة في التحكم فيه.

وفقكم الله لبر والدكم، فهو طريقكم إلى الجنة.

مواد ذات صلة

الاستشارات