السؤال
السلام عليكم.
منذ أكثر من عام تقدم لخطبتي شخص من أقاربي، وقد أثنى عليه الجميع بأنه شاب خلوق، قمنا بالرؤية الشرعية ووافقنا على الخطبة، لكن حتى الآن لم يتواصل معي أو يراسلني بحجة أنه خجول، رغم علمه بالظروف الصعبة التي مررت بها.
ومؤخرا، عندما اطلعت على حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي، لاحظت أنه يضيف يوميا فتيات، وبعضهن يظهرن بمظهر غير لائق، مما أزعجني كثيرا، شعرت بأنه لم يحترمني، ولم يضع في اعتباره أنني قد أرى ما ينشره أو من يتابعهم.
وللتأكد من موقفه، قمت باختباره من خلال حساب وهمي، فأخبرني بأنه غير مرتبط، وطلب مني إرسال صورتي، وبدأ يتحدث معي يوميا من ذلك الحساب.
أنا الآن أرغب في الانفصال؛ لأنني لا أقبل بهذه التصرفات، وأشعر أنه لم يقدرني أو يحترمني، بل أهانني، وأخشى أن يستمر بهذا السلوك بعد الزواج، فهل قراري صائب؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Yousrz حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أختنا الكريمة- في إسلام ويب، وردا على استشارتك أقول مستعينا بالله تعالى:
الصفات التي يجب أن تتوافر في شريك الحياة كما أخبرنا نبينا -عليه الصلاة والسلام-: الخلق والدين، فقال: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، فالدين والخلق صفتان متلازمتان لا تنفكان أبدا، وهما صمام أمان للحياة الزوجية السعيدة، وصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها، وإن كرهها سرحها بإحسان، وهذا الشاب –بحسب ما وصف لكم– توفرت فيه صفة واحدة –هذا إن كانت حقيقية– وفقدت الأخرى وهي الدين، وهي الأهم.
من طبيعة الإنسان أنه لا يظهر عيوبه، ولا يحب أن تظهر، فيجتهد بين الناس أن تكون معاملته حسنة، ولا يظهر بالوقاحة إلا من سفه نفسه، وبلغ الغاية في قلة الحياء، ولذلك فإن أغلب الناس يتأثرون بالظاهر، فيصفون الأشخاص بأنهم أصحاب خلق حسن.
يبدو أن الذين وصفوا لكم هذا الشخص بأنه صاحب أخلاق قد تأثروا بالظاهر، لكنهم لم يعايشوا هذا الشخص المعايشة التي تبرز أخلاقه، فهم في الحقيقة ما عرفوه حق المعرفة، ثم إنهم لم يصفوه بأنه صاحب دين، وهذه صفة مهمة، والدين والخلق مرتبطان ببعضهما ارتباطا وثيقا.
أنت ما زلت في مرحلة الخطبة، ومن حقكم أن تسألوا عن هذا الشاب عن طريق من يعاشره من أصدقاء وجيران ورواد المسجد، وما هو واقع فيه لا شك أنه من سوء الخلق، وهو من أسباب كثرة المشاكل الزوجية وهدم الأسر. تواصل الخاطب مع مخطوبته لمرات محدودة بضوابطها الشرعية، ولأغراض سليمة، لا بأس به، ولكن الاستمرار في ذلك مخالفة شرعية، كون المخطوبة لا تزال أجنبية بالنسبة للخاطب.
مرحلة الخطبة هي مرحلة نظر وسؤال وبحث، وليست ملزمة بالاستمرار، فإن وجد أي طرف ما يدعو إلى فسخ الخطبة فله ذلك.
ما كنت أود أن تكون طريقة اكتشافك لما يقوم به هذا الشاب بنفس الطريقة التي فعلتها أنت، لأن هذا نوع من التجسس، وبما أنه قد حصل، فعليك الاستغفار مما بدر منك، ثم أنصحك بأن تصلي صلاة الاستخارة، وتدعي بالدعاء المأثور: (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن زواجي بهذا الشخص خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن زواجي منه شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير، ثم رضني به).
بعد صلاة الاستخارة انظري ما ينقدح في قلبك، وعليك أن تخبري ولي أمرك بذلك، وبما لمست من صفات هذا الشخص، وبيني لهم أنك ترغبين في فسخ الخطبة.
تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى، وتحري أوقات الإجابة، واسألي ربك أن يصرف عنك السوء، وأن ييسر لك الخير حيث كان.
نسأل الله تعالى لك التوفيق، ونسعد بتواصلك إن استجد أي جديد.