أتعبتني الوساوس والضعف الجسدي، فهل بينهما علاقة؟

0 5

السؤال

كان عندي وسواس منذ ست سنوات، يتعلق بالملابس التي أرتديها؛ حيث يصبح تركيزي على مكان معين من الملابس، ويزعجني ذلك جدا، وقد تخلصت منه بدون علاج، ولكن عاد نفس الوسواس بنفس الطريقة، وحتى نفس الأماكن التي تزعجني، ويظل تركيزي عليها شديدا، مما يتعبني ويصيبني بالتوتر والقلق، وقد تطور الأمر الآن إلى وساوس أخرى.

مع العلم أنني أعاني من جرثومة المعدة، والقولون العصبي، وسوء الهضم، وانخفاض شديد جدا في الوزن؛ فقدت 9 كيلوغرامات خلال شهر، بالإضافة إلى الإمساك، أجريت تحليل الغدة الدرقية، وكان جيدا، وكذلك تحليل الدم.

أرجوكم أن تنصحوني، فالوسواس أتعبني من جهة، والضعف الجسدي الكامل أرهقني من جهة أخرى، فهل من الممكن أن تكون هذه الأعراض سببا في الوساوس؟ أم أنها لا علاقة لها ببعضها البعض؟

آسف على الإطالة، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في إسلام ويب، وأنا قد أجبت على استشارتك السابقة بتاريخ: 2025/8/4 (منذ شهر تقريبا)، ورقم الاستشارة هو (2557385)، وأرجو أن تكون قد أخذت بما ذكرته لك من إرشاد، فأنت في حاجة شديدة للعلاج الدوائي من وجهة نظري، خاصة أنه يوجد نقصان في الوزن، فتناول (السبرالكس = Cipralex) أنا أعتبره أمرا مهما جدا وضروريا.

طبعا فحوصاتك الطبية الحمد لله جيدة، وهذا أمر جيد، لكن أنا أرى بعد تناول السبرالكس إذا لم تتحسن أحوالك: لا بد أن تذهب وتراجع طبيبا مختصا في الجهاز الهضمي.

لا تنزعج، فأعراض نقصان الوزن، وإن كان سببها -غالبا نفسيا-، لكن مع وجود سوء الهضم والقولون العصبي، يدعونا ذلك لأن نعتبر الجانب النفسي، ومن أجل استبعاد الجانب النفسي لا بد أن نتأكد من سلامة الجوانب العضوية، خاصة أن الفحوصات متوفرة، والإمكانات الطبية سهلة وموجودة، والحمد لله تعالى.

إذا خلاصة الأمر: هذه الوساوس التي تنتابك يجب أن تحقرها، وتصرف الانتباه عنها، وأن تتجاهلها تماما، وفي ذات الوقت أنت بحاجة شديدة للعلاج الدوائي، والنقطة الأخيرة: لا قدر الله، إذا لم تتحسن، فأرجو أن تذهب وتقابل طبيبا مختصا في الجهاز الهضمي.

أنا متفائل جدا أنك على السبرالكس ستحس بفرق كبير جدا، فالسبرالكس دواء رائع ممتاز، ونحن وصفنا لك جرعة صغيرة، وسوف تتحصل على فائدة –إن شاء الله– في خلال عشرة أيام إلى أسبوعين، وأعتقد أن الأمور سوف تكون ممتازة جدا، لكن لا بد أن تكمل فترة العلاج على السبرالكس.

بعد أسبوعين من بداية السبرالكس: إذا لم تتحسن أو تشعر بتحسن حقيقي، فإن إضافة عقار (دوجماتيل = Dogmatil) والذي يعرف باسم (سولبيريد = Sulpiride) سيكون أيضا أمرا ممتازا، تتناول السلولبيريد بجرعة 50 ملغ صباحا ومساء لمدة شهر، ثم 50 ملغ صباحا لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدوجماتيل.

الدوجماتيل دواء فعال جدا أيضا في التحكم في القلق والتوترات، وعلاج الأعراض المتعلقة بالجهاز الهضمي.

أخي: مبدأ تحقير الوساوس وصرف الانتباه عنها، وعدم الخوض في تفاصيلها، يعتبر مبدأ علاجيا رئيسيا، وفي ذات الوقت أيضا صرف الانتباه من خلال حسن إدارة الوقت، والانشغال بما هو مهم، والتطوير المهني، والحرص على التواصل الاجتماعي، والحرص على الصلاة مع الجماعة في وقتها، وكذلك ممارسة رياضة المشي –إن شاء الله– هذه كلها ذات فائدة علاجية كبيرة جدا بالنسبة لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات