السؤال
تقدم لي عريس، لكنه يشك كثيرا، يسأل مثلا: أين خرجت؟ أين ذهبت؟ لماذا تأخرت في الرد على الهاتف؟ كنت تكلمين أحدا؟ أتعبني كثيرا، هل أوافق عليه وأقبله أم أرده؟ أرشدوني.
تقدم لي عريس، لكنه يشك كثيرا، يسأل مثلا: أين خرجت؟ أين ذهبت؟ لماذا تأخرت في الرد على الهاتف؟ كنت تكلمين أحدا؟ أتعبني كثيرا، هل أوافق عليه وأقبله أم أرده؟ أرشدوني.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حبيبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك - ابنتنا - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والتواصل والحرص على السؤال، وإنما شفاء العي السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
نحن لا نؤيد الاستعجال في رفض العريس المتقدم، ونفضل أن نعطي أنفسنا فرصة، وعند تقييم الإنسان لا بد أن ننظر في إيجابياته وسلبياته، وحبذا لو تواصلت مع الموقع لتذكري الإيجابيات في هذا المتقدم، ثم تشيري إلى الفرص المتاحة أمامك، فإننا في زمان قل فيه من يطرق الأبواب ويطلب الزواج بطريقة شرعية، وأعتقد أن الفرص أصبحت نادرة وضيقة بكل أسف، ولذلك لا بد من النظر إلى القضية من جميع أبعادها.
ثم على الفتاة أيضا أن تستأنس برأي محارمها؛ لأن الرجال أعرف بالرجال، ومن خلال مخالطة الرجال له وسؤالهم عنه، وهذا من واجب الأولياء، أن يتعرفوا على نمط هذه الشخصية وما فيها من إيجابيات.
وعلينا أن نتذكر أيضا أننا لا يمكن أن نجد رجلا أو امرأة بلا عيوب ولا نقائص؛ وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث، فـ:
من الذي ما ساء قط؟ ... ومن له الحسـنى فقط؟
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها؟ ... كفى المرء نبلا أن تعد معايبه
هذا الجانب من الأهمية بمكان عند النظر إلى الخاطب أو المخطوبة، وأيضا من المهم جدا أن نتذكر أن مثل هذه الشكوك والأسئلة لا شك أنها من المسائل المتعبة، لكن لا بد أن نتساءل: هل هناك ما يدعوه للريبة؟ هل يلاحظ مثلا أن هناك نوعا من التوسع في العلاقات أو نحو ذلك؟ فإذا هذه أيضا جوانب ينبغي أن تتفادي ما يثير الشكوك أيضا من هذه الناحية.
وعلى كل حال، نحن لا نؤيد الاستعجال، ولا مانع من أن تتواصلي مع الموقع فتذكري بعض التفاصيل، وتنظري إلى الشخصية – كما قلنا – بإيجابياتها وسلبياتها، ونسأل الله - تبارك وتعالى - أن يعينك على حسن الاختيار، ومعلوم أن الفتاة والشاب كل منهما عليه أن يستخير، والاستخارة هي: طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ولأهميتها فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن.
ثم عليك أن تستشيري محارمك، وتسألي العاقلات الفاضلات، وتجتهدوا في السؤال عن هذا الرجل المتقدم؛ لأن هذا من الأمور المهمة، فمن حقهم أن يسألوا عنكم، ومن حقكم أن تسألوا عنهم؛ حتى تكون هذه الخطوات فيها عون لك على اتخاذ القرار الصحيح، والذي نتمنى أن يكون إيجابيا، فلا تضيعي فرصة هذا المتقدم، وبعد أن تنظري وتتأملي يمكن أن تقرري، ونسأل الله - تبارك وتعالى - أن يجمع بينكما في الخير وعلى الخير.