السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبة طب في السنة الرابعة، وأشعر بعدم الإنجاز، وفقدان الشغف منذ انتهائي من مرحلة الثانوية.
أجد صعوبة في الموازنة بين الدراسة، وإن كنت أدرس أنسى بسرعة، خصوصا في مرحلة التوتر، والدراسة بلغة غير لغتي الأم تجعل الأمر أصعب في الحفظ، وأشعر دائما بأنني لا أريد هذا المجال، لكني مجبرة عليه.
أرجو منكم التوجيه النفسي والعملي للتعامل مع حالتي، حتى أستطيع أن أكمل دراستي بثبات وراحة نفسية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك (بنيتي) عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، ونرحب بك خلال فترة قصيرة ستكونين زميلة لنا، طبيبة بإذن الله عز وجل.
بنيتي: يبدو أنك عندما كتبت هذا كنت تمرين في مرحلة من الشعور ببعض الحزن أو الاكتئاب، ولذلك كتبت ما كتبت؛ لأنك –بالرغم من أنك تذكرين أنك فقدت الشغف بالدراسة وغيرها منذ مرحلة الثانوية– إلا إنك مع ذلك –ما شاء الله– وصلت إلى السنة الرابعة من كلية الطب، وأكيد أن هذا إن دل على شيء فإنما يدل على قدرتك وإمكاناتك في دراسة الطب أولا، وثانيا أنك تدرسين باللغة الإنجليزية، وهي ليست لغتك الأم.
ابنتي الفاضلة: لا شك أنك مررت ببعض الصعوبات والتحديات، إلا إنك تجاوزتها من خلال بذل الجهد، ثم التوكل على الله عز وجل، حتى وصلت إلى هذه المرحلة، وخلال سنوات قليلة -إن شاء الله- سوف تنهين دراسة الطب وتصبحين طبيبة، فكم تحتاج بلادنا إلى الطبيبات، حيث نحن في أمس الحاجة إلى الطبيبة الملتزمة العارفة بدينها ومجتمعها؛ لتقدم ما يفيد الناس.
يمكنك أن تحاولي لتجاوز ما أنت فيه عدة أمور، منها: أن تتذكري الإيجابيات الكثيرة التي أنعم الله تعالى بها عليك من الأسرة، والقدرات الذهنية والعقلية والنفسية، حتى وصلت إلى ما أنت عليه الآن في السنة الرابعة من كلية الطب، وأكيد قبولك في كلية الطب لم يكن سهلا، ومع ذلك دخلتها.
يمكنك أيضا الدراسة مع زميلات لك، ربما تمر بعضهن في نفس الحالة النفسية التي أنت فيها، فيمكنكن أن تعن بعضكن بعضا لتجاوز هذه الصعوبات وهذه التحديات.
الأمر الآخر: طالما أنك وصلت إلى السنة الرابعة، هل الصعوبة يا ترى في الدراسة النظرية لمواد كلية الطب؟ أم أنك بدأت بالممارسة والدوام العملي في المشافي، وتجدين صعوبة في الاندماج، أو الانسجام مع أجواء المشافي؟
مجرد فكرة، أنا غير متأكد منها، ولكن ربما يفيد أن تفكري فيها: هل هي دراسة الطب بحد ذاتها، أم أن أجواء المشافي كانت غريبة عليك بعض الشيء؟
نقطة أخيرة: ذكرت أن دراسة الطب تشعرين أنك مجبرة عليها، لماذا يا ترى؟ هل كان لديك خيار آخر؟ على كل، طالما وصلت إلى هذه المرحلة، أنصح أن تكملي ما أنت فيه، وهنا أيضا يمكنك أن تستفيدي من قسم الإرشاد النفسي في الجامعة، فكل الجامعات تقريبا فيها قسم للإرشاد النفسي، وفيها مشرفون من أخصائيين نفسيين وأخصائيات، عملهم أن يساعدوا الطلبة والطالبات على تجاوز بعض الصعوبات، ومنها (ربما) التي أنت تمرين بها.
حاولي أن ترتبي برنامج دراستك، وأنا لن أقترح عليك شيئا، وإنما اتبعي النظام الذي كنت تتبعينه في السنوات الماضية حتى تجاوزت السنة الأولى والثانية والثالثة.
أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك، وييسر أمرك، ويجعلك من الناجحات ومن المتفوقات، وأرجو أن نسمع أخبارك الطيبة في القريب العاجل.