هل يمكن أن تكون المشادة بين وبين أختي سببًا في مرضها؟

0 8

السؤال

كنت قد أرسلت استشارة برقم: (2553656)، وذكرت فيها أنني في آخر شهر قبل ظهور الأعراض لم ألاحظ حدوث أي خلافات أو مشاكل بيننا، ولكن، وبما أن السنوات قد مرت، لم أتذكر تلك المشكلة التي حدثت قبل ظهور الأعراض بأيام، وقد قالت لي أختي: "أنت تفتعلين معي مشكلة بسبب اعتراضي على عودتك لزوجك"؛ لأننا قبلها بدقائق فقط كنا نتحدث في الموضوع، وكان بالفعل كذلك.

فهل من الممكن أن تكون هذه المشكلة قد تسببت في ظهور الأعراض؟ مع العلم أنه طوال ذلك الشهر لم تحدث أي مشكلة أخرى، فهل يمكن أن تكون هذه المشادة الكلامية هي السبب في مرضها؟ أم أن الألم كان فقط بسبب فراقها لي؟

أنا لا أشعر بالذنب، إن شاء الله؛ لأن هذا من سنن الحياة، لكن ما يشعرني بالذنب هو احتمال أن تكون تلك المشادة الكلامية هي السبب، مع العلم أنه قبلها بشهر، حدثت مثل هذه المشادات أربع مرات، ولم يظهر عليها أي شيء، فهل تكون صدمتها بتغيير رأيي هي السبب؟

بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

فإن كل الأشخاص الذين تظهر لديهم أعراض نفسية، لا بد أن يكون لديهم استعداد مسبق لهذه الأعراض، وهذا الاستعداد يكون عادة على مستوى الجينات، أو على مستوى بناء شخصية الإنسان من الناحية النفسية.
إذا هناك أناس لديهم نوع من الهشاشة النفسية، ناتجة من موروثاتهم الوراثية الجينية، وكذلك من تكوين شخصياتهم، وحين تأتي أحداث حياتية – وخاصة الأحداث التي تؤدي إلى ضغوطات نفسية – قد ينتج عن ذلك أعراض مرضية.

والأحداث الحياتية طبعا ليست واحدة، فهي تختلف في حدتها، وشدتها، ونوعيتها، وطبيعتها، وأثرها على الإنسان، وتفسيره لها، فبعض الناس ربما يؤولون الأحداث الحياتية ذاتها تأويلا سلبيا، وحين يكون هذا التأويل سلبيا، قطعا ستكون درجة المخاطر لتسبيب المرض هنا أكبر، وهذا ينطبق على أختك تماما.
فكما تفضلت، ليس هناك ما يدعوك للشعور بالذنب؛ هي أصلا لديها الاستعداد والقابلية، وحين حدث ما حدث رجعت لها الأعراض المرضية.

وبالنسبة لتأثير الأحداث الحياتية، فكثيرا ما يكون على أنماط مختلفة - كما تفضلت - فقد تحدث صعوبات ومشادات ومشاكل متكررة، وقد لا ينتج عنها مثلا أي أثر نفسي، وفي مرات أخرى مجرد حدث واحد قد تكون له تبعات سلبية طويلة، فتظهر بعده الأعراض النفسية.

المهم أن المبدأ هو: التفاعل ما بين العوامل المهيئة والعوامل المرسبة يكون الناتج حالة نفسية.

ملاحظة: نلفت عنايتك إلى ضرورة مراسلتنا بإيميل واحد، وذلك لسهولة متابعة الحالة، وتفاديا للتكرار.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات