السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشاكل تسبب كثيرا من الشجار في حياتي:
أولا: الشخصية الاعتمادية، وهي أنني في القرارات الكبيرة في حياتي أريد من يأخذ تلك القرارات عني، وإذا سألني أحدهم لماذا لم أفعل الأمر الفلاني؟ أقول: إن أمي غير موافقة، وأنا أفعل ذلك ليس برا بها، ولكنني أفعل ذلك هروبا من اتخاذ القرار، وأريد من أمي أو أختي أن تعطيني الضوء الأخضر حتى أتخذ القرار!
ثانيا: قلة الثقة بالنفس، وهذه الحالة تحدث كثيرا، حيث أكلم نفسي أو أدخل في نقاشات وشجارات حادة مع الآخرين، لأنني عندما يتحدث الآخرون في وجهة نظر، وأكون رافضا لتلك الوجهة، أجد نفسي أتشاجر معهم؛ لأنني أريدهم أن يقتنعوا برأيي حتى أكون أنا أيضا مقتنعا به، وتشخيصي الشخصي لهذا الأمر، هو أنه من قلة الثقة بالنفس.
والسؤال: هل تنصحونني بالذهاب إلى معالج نفسي ولو مرة واحدة شهريا، لأن هذه المشاكل والشجارات تتكرر، أم أنه ليس من الضروري الذهاب؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.
نعم أنت محق في تشخيصك، أن هذه الشخصية الاعتمادية ربما تعود إلى ضعف الثقة بالنفس، والتي ليست مؤشرا على ضعف فيك، وإنما هي نتيجة طبيعة التربية والتنشئة، والظروف التي عشتها في بداية حياتك في الطفولة أو المراهقة، فهذا أمر صحيح.
ولكن سؤالك: هل ننصحك بالذهاب إلى معالج نفسي؟
نعم، إذا لم تستطع أن تتكيف مع ما أنت فيه من نفسك، فأفضل علاج هو العلاج السلوكي عن طريق عدم تجنب المواقف التي تجد فيها نفسك ضعيفا، وإنما أن تقبل وتقتحم هذه المجالات، وتحاول أن تعبر عن رأيك بكل هدوء وصراحة، ومن خلال هذه الممارسة، ومن خلال الوقت، ستجد نفسك أكثر قوة، وأكثر اعتمادا على نفسك، وأقل اعتمادا على الآخرين.
فإذا هذه الممارسة السلوكية يمكن أن تعينك على تحقيق ما تريده من دون اللجوء إلى المعالج النفسي، ولكن إن طال الموضوع ووجدت صعوبة في تحقيق ما ذكرته لك، فلا بأس أن تستشير العيادة النفسية؛ ليقوم الطبيب النفسي، أو الأخصائي النفسي بفحص الحالة النفسية، ثم وضع التشخيص، ومن بعدها وضع الخطة العلاجية، سواء علاج نفسي سلوكي، وهذا هو الأرجح، أو علاج دوائي، وأستبعد هذا، ولا حرج من الاستشارة، وكما يقال: "ما خاب من استشار".
أدعو الله تعالى أن يعينك على تحقيق ما تريده من الثقة بالنفس، والاعتماد على النفس قدر الإمكان.