السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن أستشيركم في أمر:
زوجي لم يجامعني منذ سبع سنوات، ونحن متزوجون منذ تسع سنوات، وليس عندنا أولاد، وكنت صابرة على ذلك الوضع؛ لأنني كنت أظن أنها مرحلة ستمضي وتنتهي، ولكن في كل مرة أحدثه في ذلك الموضوع يتهرب وتحدث بيننا مشكلة!
حاولت التحدث مع أهله، لكنهم صدوني ولم يفيدوني بشيء، والآن أشعر أن العمر يمضي وأريد أن أصبح أما، وقد تعبت من هذه المشكلة التي تشغلني في كل وقت.
أريد الطلاق؛ لأنني تعبت؛ فأنا زوجة ولدي حقوق، وأرغب في أن أكون أما.
ومن جهة أخرى، هو شخص طيب، لكني أشعر الآن أنه يستغل طيبتي، وأنا في حيرة من أمري.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريمة .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك - ابنتنا وأختنا الفاضلة - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله تعالى أن يهدي هذا الزوج، وأن يعينه حتى يؤدي ما عليه؛ فإن هذا المطلوب (المعاشرة والعلاقة الخاصة) من أكبر أهداف الحياة الزوجية، والإنسان يتزوج ليعف نفسه ويعف أهله، والحاجة إلى إيجاد الولد وإلى هذه الممارسة هي حاجة فطرية، لا يستغني عنها الرجال، ولا تستغني عنها النساء.
والواضح من هذه الاستشارة أن السنوات الأولى - السنة الأولى والثانية - كان الأمر طبيعيا، ثم توقفت العلاقة الخاصة بعد ذلك، والأمر - بلا شك - يحتاج إلى:
أولا: عرض المسألة على الأطباء.
ثانيا: الاهتمام بالرقية الشرعية، فقد يكون هناك مانع يحتاج إلى العلاج بالرقية الشرعية، والرقية هي دعاء، يقوم بها مختص، يقيمها على قواعد الشرع الحنيف الذي شرفنا الله -تبارك وتعالى- به، وفيها الخير الكثير.
وقد يحتاج الأمر أيضا إلى مقابلة طبيب نفسي، وكل هذه الأمور ينبغي أن يكون التفاهم فيها بينك وبين هذا الزوج.
وإذا كنت قد سكت هذه السنوات السبع – وهي سنوات طويلة في عمر العلاقات الزوجية والعلاقات الإنسانية – فنسأل: ما هي الأسباب التي كان يصدك بها؟ هل يعاني من مرض؟ هل لديه إشكال أو مانع؟ لذلك: نأمل أن يكون هناك تفصيل في هذا الأمر حتى تتمكني من الحصول على النصيحة المناسبة.
صبرت كثيرا، وطبعا الأمر لك، وأنت أعرف بمصلحتك، ولكن من حقك أن تطالبي بهذا الأمر، وعليه أن يسعى في البحث عن العلاج إن كان هناك إشكال، والبحث عن الرقية الشرعية أيضا، إذا كان الأمر يحتاج إلى رقية شرعية أو مقابلة مختص كطبيب نفسي.
أما إرادتك للطلاق؛ فالطلاق جائز في حال وجود ضرر، فإذا ثبت الضرر، ورغبت في الطلاق، فهو لك ومن حقك، ولكن نوصي قبل ذلك بأن تنظري إلى الموضوع بنظرة شاملة: إذا كان السبب شرعيا أو تقصيرا في الطاعات، فيذكر بالله ويذكر بحقك، أما إذا كان السبب طبيا، فلابد من الحرص على علاجه، فإذا كان هناك أمل في العلاج والشفاء وفق رأي الأطباء، فستكونين عندها أمام خيارين: إما الانتظار أو طلب الطلاق لتعيشي حياة جديدة وآمنة.
وقبل هذا الخيار، لا بد من النظر في الموضوع من كافة جوانبه، والنظر لشخصية الزوج أيضا من ناحية إيجابياته وصلاحه، ونضع هذا إلى جوار السلبيات؛ لأن الإنسان إذا وضع الإيجابيات إلى جوار السلبيات استطاع أن يقدر المصلحة.
على كل حال، أنت صاحبة القرار، وصبرت كثيرا، وأنت بين خيار أن تصبري، لكن مع التواصل مع موقعك الخاص، أو مع جهات مختصة، وأن يكون عنده استعداد للتواصل معنا، ويبحث عن العلاج، ولو أراد العلاج من بعد، يطلب مستشارا نفسيا، يعرض ما عنده مما يعاني منه، ومن حقه أن يطلب أن تكون الاستشارة محجوبة، فلا يراها أحد، فالسرية محفوظة.
فنحن نعتقد أن منح هذه الفرصة – ولو لفترة قصيرة – لأنفسكم قبل التفكير في الطلاق سيكون فيه المصلحة، خاصة بعد أن أشرت إلى أنه إنسان طيب، ولكنك تقولين: "هو يستغل طيبتك وسكوتك" وأنك في حيرة من أمرك، ونحن نؤكد لك أن هذه الحيرة ستزول – بإذن الله تعالى – بعد أن تلجئي إلى أهل الاختصاص.
ونتمنى أن تكون منه خطوات جادة جدا في هذا الموضوع، حتى تكون الأمور واضحة، وحتى يقول أهل الطب وأهل الاختصاص النفسي والشرعي -الروحي- رأيهم فيما يحدث من زوجك، ونسأل الله - تبارك وتعالى - أن يقدر لك وله الخير ثم يرضيكم به.
نؤكد مرة أخرى أنك صاحبة القرار وصاحبة المصلحة، فاستخيري، وشاوري الفضلاء من محارمك والعقلاء والعاقلات من أهله، وقد تواصلت معهم، ثم بعد ذلك انظري في عواقب الأمور، وبدائلها، والفرص المتاحة أمامك؛ لتتخذي القرار الصحيح الذي نسأل الله أن يجعله إيجابيا وفي مصلحة الجميع.
بارك الله فيك.