السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تم عقد قراني منذ أسبوع -ولله الحمد-، وبحكم أنني أعيش في الغرب، فسأقوم بإتمام العقد المدني هنا، أما حفل الزواج فسوف يقام في السنة القادمة -بإذن الله-، وقد اتفقت مع زوجتي على أن تنتقل إلي بعد أن تنهي دراستها، وذلك بعد ستة أشهر -إن شاء الله-.
سؤالي: في هذه الفترة هل يجوز لي أن أعيش مع زوجتي بشكل طبيعي؟
على سبيل المثال: إذا كان لديها يوم فراغ، هل يجوز أن تأتي إلي، أو نخرج معا، وأن أمسك بيدها وأقبلها، وأفصح لها عن مشاعري؟ كما أرجو منكم بعض النصائح في هذا الجانب، لأني حقا أحتاج إلى إعفاف نفسي، وأي نصائح تتعلق بالحياة الزوجية في الفترة الأولى، وسأكون ممتنا لكم.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Zakaria حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونبارك لك إتمام عقد الزواج، نسأل الله أن يجمع بينكما في الخير وعلى الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
ونتمنى دائما بعد إتمام عقد النكاح، أن تكون مراسيم الزواج عاجلة، فتأتي مسألة الزفاف، وهي أن يكون الزوج مع زوجته تحت سقف واحد، وإذا كنتما قد اتفقتما على أن يتم هذا بعد مدة، بعد أن تنهي الزوجة دراستها بعد أشهر، فهذا يعني أن التعامل في هذه المرحلة ينبغي أن يكون في حدود.
مع أنها تعتبر زوجة لك بإتمام عقد النكاح، إلا إن من المصلحة أن يعلن هذا الزفاف، فإذا كان في الإمكان عمل حفل صغير تعلنا من خلاله هذا الالتقاء وهذا الزواج، ثم لا مانع بعد ذلك أن يكون لكم حفل آخر أكبر؛ لأن الإعلان مهم في هذه المسألة، وعليه يجوز أن تكون معها، وأن تكون معك، ولكن كما قلنا الشريعة حريصة على إعلان النكاح، وتبني عليه معاني مهمة في إنجاب الذرية، وفي حسن الظن في استمرار العلاقة.
أيضا هذه الأشياء التي أشرت إليها قد لا يستطيع الإنسان أن يتوقف عندها، وفي النهاية كما قلنا هي زوجة بالنسبة لك، وأنت زوج بالنسبة لها، ولكن دائما يقتضى ما يتعارف عليه الناس، وما هو أوضح من الناحية الشرعية أن يقدم الزفاف، وهو الإعلان بالزواج، ونسأل الله أن يعينكما على الخير.
ومما يعين الزوجين على الاستقرار والاستمرار: التعاون والتواصي بطاعة الله، وبالحق وبالصبر، وبكل ما هو خير، ورعاية مشاعر الطرف الآخر، والسعي في فهم نفسيات كل واحد وطبيعته، والرجل بحاجة إلى أن يفهم طبيعة المرأة، والمرأة بحاجة إلى أن تفهم طبيعة الرجل، ثم الزوج بحاجة إلى أن يفهم طبيعة زوجته من بين النساء، وكذلك المرأة تعرف طبيعة زوجها من بين الرجال.
فالتعارف يأتي بعده التنازل، ثم التعايش، والتأقلم والتكيف مع الوضع، ثم مسألة الفهم للنفسيات، ثم التعاون على ما اتفقتما عليه، ثم التوافق بعد ذلك، بأن يحرص على أن يكون متوافقا معها في طريقة تفكيرها، وهي كذلك، ومما يساعد على هذا: وجود قواسم مشتركة بين الزوجين واهتمامات مشتركة، ثم يأتي بعد ذلك التآلف، وهو في أعلى درجات التوافق بين الزوجين.
وحقيقة الزوج الناجح هو زوج وصديق لزوجته، والزوجة الناجحة زوجة وصديقة لزوجها، ومعنى ذلك: أنهما يلتمسان لبعضهما الأعذار، ويكون هناك أيضا تعاون، والأمر كما قال الله: {وجعل بينكم مودة ورحمة}، والود لا يتحقق إلا إذا خاف عليها وخافت عليه من الأذى المادي والمعنوي، ثم قال: {ورحمة} بعد ذلك، فيدخل هنا معنى الإيثار، كل طرف يؤثر الطرف الآخر.
ونحاول دائما أن نأخذ بالإيجابيات، ونفرح بها وننميها ونزيدها، ونحاول أن نغير السلبيات؛ لأنه لا يوجد إنسان كامل، وهذه من الواقعية المطلوبة، فالرجل لن يجد امرأة بلا نقائص، والمرأة لن تجد رجلا بلا عيوب.
كذلك أيضا لا بد أن يكون هناك قرب وتفاهم، ومشاركة في الأفراح والأحزان، وتشاور في الأمور الأساسية المتعلقة بالحياة الزوجية ومستقبلها، إلى غير ذلك من الأمور التي توصل لمعاني الوفاق والتماسك الأسري، ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير وفي الخير.