أرق شديد وذهان يعوقني عن العمل!

0 20

السؤال

السلام عليكم.

أنا أتعالج منذ فترة طويلة، ولكن التشخيص كان خاطئا، وربما كان لذلك أسباب، حاليا تم تشخيصي من قبل الطبيب بالذهان، وهناك تحسن من ناحية الأعراض الذهانية، ولكن هناك شيء آخر لا أعرفه؛ فأنا غير قادر على العمل؛ نسبة لما أواجهه من مشاكل ذهنية ونفسية؛ فأنا فاقد للشغف، وفاقد للتركيز، وبطيء جدا في التفكير، وأعاني من الأرق الشديد، حتى أنني لا أنام مطلقا بدون منومات.

أعاني أيضا من الرغبة في النوم نهارا، حتى أنه يحدث ثقل في جفوني وحاجبي، وتغمض عيني رغما عني، كما أعاني من الإرهاق شبه الدائم نهارا، وصعوبة في القدرة على إنجاز أبسط المهام اليومية.

لدي ذكريات مؤلمة وصادمة حدثت أثناء نوبة الذهان الأخيرة، وهي تتردد على ذهني باستمرار، وأشعر بالقلق حيال ذلك، وللعلم: فأنا مصاب بنقص في هرمون التستوستيرون، وأشعر بألم في الظهر، وتحت الفخذين عند الجلوس أو القيام ببعض الأعمال.

أفيدوني أفادكم الله، وجزاكم خيرا كثيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Sul حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية (إسلام ويب)، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي الكريم: لك مراسلات سابقة، ونحن نقدر ثقتك في استشارات إسلام ويب.

كثيرا ما تختلط الحالات النفسية والأمراض النفسية، لدرجة أنها قد تجعل الأطباء لا يتيقنون من تشخيص معين، وربما توضع عدة احتمالات تشخيصية، أضف إلى ذلك أن الأمراض النفسية في بعض الأحيان من طبيعتها أن تختفي معها أعراض معينة، وتظهر أعراض جديدة، وهذا أيضا قد يعطي الانطباع بأن التشخيص كان خاطئا.

فلا تنزعج مما حدث لك فيما يتعلق بالتشخيص، والآن حالتك ثابتة ومعروفة، وطبعا الذهانيات تتطلب العلاج الدوائي في المقام الأول؛ لأنها علة بيولوجية تتعلق بكيمياء الدماغ، والآن توجد أدوية فعالة جدا وممتازة لعلاج الذهان، وفي ذات الوقت تحسن الدافعية والتركيز عند الإنسان، فأنت ذكرت أن لديك مشاكل في التركيز، ولديك بطء في التفكير، وتعاني من الأرق الشديد؛ وهذه كلها يمكن علاجها بالفعل.

أولا: يجب أن تمارس الرياضة؛ لأن الرياضة تحسن التركيز، وتحسن الدافعية، ومن المهم أيضا أن تكون منضبطا في إدارة الوقت؛ فمن يدير وقته بشكل صحيح يدير حياته بشكل أفضل، والإنسان حين ينجز من خلال حسن إدارة الوقت؛ فهذا يحسن من الدافعية والشغف لديه.

ومن المهم جدا أن تحرص على التواصل الاجتماعي؛ فالتواصل الاجتماعي فيه خير كثير جدا، وأيضا يعطي الإنسان الأمل، ويعطيه الإقدام، ويعطيه التفاعل الإيجابي مع الآخرين.

أخي الكريم: أرجو أن تتجنب النوم النهاري، وأنت ذكرت أنك تعاني من أرق شديد، وتقصد بذلك ضعف النوم الليلي، ولكنك تحس بالنعاس أثناء النهار، وهذا دليل على أن الساعة البيولوجية لديك تحتاج لشيء من التنظيم، وذلك من خلال:
- تجنب النوم أثناء النهار.
- ممارسة الرياضة.
- وليس هنالك ما يمنع من أن تشرب كوبا أو كوبين من القهوة المركزة في الصباح.
- وأن تعتمد على النوم الليلي، من خلال أن تتجنب الشاي والقهوة بعد الساعة الخامسة مساء.
- أن تحرص على أذكار النوم.
- أن تثبت وقت النوم.
- أن تكون وجبة العشاء وجبة خفيفة ومبكرة.
- وكذلك ممارسة تمارين الاسترخاء قبل النوم، وخاصة تمارين التنفس التدريجي، وتمارين الاسترخاء مفيدة جدا، وسوف تجد برامج كثيرة جدا على اليوتيوب تشرح كيفية ممارستها، فأرجو الحرص على ذلك.

من المهم أيضا تناول عقار (ميلاتونين - Melatonin)؛ فهذا الدواء يحسن النوم، ويساعد على النوم من خلال توفير مادة الميلاتونين في الدماغ، والميلاتونين لا يحتاج لأي وصفة طبية، وتناوله بجرعة 5 ملغ ليلا، والأثر العلاجي المفيد من الميلاتونين هو أثر تراكمي؛ بمعنى أن جرعة أو جرعتين لن تحسن من النوم، إنما بالاستمرار عليه، وخاصة أنه مركب طبيعي، وسليم جدا، وغير إدماني.

بالنسبة للأدوية المضادة للذهان: أنت لم تذكر الدواء الذي تتناوله حاليا، ولكنك في الاستشارات السابقة كنت قد تناولت (أبليفاي - Abilify)، والذي يعرف باسم: (أريبيبرازول - Aripiprazole) وهو بالفعل من الأدوية الطيبة، والآن يوجد دواء يسمى: (لوراسيدون - Lurasidone)، واسمه التجاري (لاتودا - Latuda)، وبكل أسف هو دواء مرتفع السعر بعض الشيء، ولكن يقال إنه يحسن الدافعية.

واعلم أن الذهان كثيرا ما يكون مصحوبا بأعراض اكتئابية، تظهر ليس في شكل عسر في المزاج، إنما في شكل تكاسل وافتقاد الدافعية، لذا يمكنك تناول أحد مضادات الاكتئاب، ومحسنات المزاج، وسيكون أمرا جيدا، وعقار مثل الـ (بروزاك - Prozac)، والذي يعرف علميا باسم (فلوكسيتين - Fluoxetine)، أو الـ(بيبريبيون - Bupropion)، وهو الـ (ويلبوترين - Wellbutrin)، يمكنك الاستشارة مع طبيبك حول تناول أحد هذين الدواءين في الصباح، وخاصة أن كلا الدواءين يزيد من اليقظة، ويحسن المزاج.

أما بالنسبة لموضوع التستوستيرون ( Testosterone Test): فتعويضه سهل جدا، فما عليك إلا أن تتابع مع طبيب الذكورة، أو طبيب الباطنية -أو حتى الطبيب العمومي- لقياس مستوى التستوستيرون، وهناك هرمون آخر أيضا يسمى بهرمون الحليب (برولاكتين - Prolactin)، يجب أن يقاس؛ لأنه مرتبط بنقص التستوستيرون، وإذا كان هناك أي خلل في كلا الهرمونين، فعلاجه سهل جدا.

أما آلام الظهر وتحت الفخذين عند الجلوس أو القيام ببعض الأعمال: فبعد إجراء الفحوصات، والتأكد من سلامة كل شيء، حاول أن تمارس الرياضة بانتظام، ونقص فيتامين (د) أيضا قد يؤدي إلى أعراض كهذه، فأرجو أن تتأكد من مستواه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات