تثاؤب وألم في الرأس ونعاس عند الصلاة..هل مشكلتي عضوية أم نفسية؟

0 6

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 17 سنة، ولدي مشكلة التثاؤب الكثير مع دموع في العين، وإحساس بألم في الرأس، ونعاس عند الصلاة أو المذاكرة، أو القيام بأي أمور دينية أخرى.

بالمناسبة: لسبب ما لا أقوى على أداء الصلوات أو قراءة القرآن، ولسبب ما أكره سماع الأذان وما سبق.

ذهبت إلى راق من العائلة، وأثناء قراءته كنت أشعر بتنميل غريب في رجلي اليسرى، وسخونة في يدي اليسرى أيضا، بالإضافة إلى ألم يظهر في مكان معين، وعندما يقرأ عليه يذهب بعد قليل إلى مكان آخر.

قال لي إنني مصاب بالعين أو المس -لا أتذكر-، وأن علي أن أحصن نفسي، لكنني لا أعلم كيف، وماذا أقرأ؟ وكيف أتأكد مما إذا كنت مصابا بأحدهما عن طريق القراءة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- في إسلام ويب، وردا على استشارتك أقول، وبالله التوفيق:

اعلم أن الله ما أنزل داء إلا وأنزل له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله، هكذا قال نبينا عليه الصلاة والسلام.

لا ينبغي أن يتعجل الإنسان في وصف كل ألم أو وجع بأنه مس أو سحر، أو عين أو حسد، إلا بعد إجراء الفحوصات الطبية الشاملة؛ فإن تبين أن الجسد سليم وليس ثمة خلل يتسبب في تلك الأعراض؛ فهنا يمكن أن يشخص الداء لدى راق متق لله، أمين، ثقة وصاحب خبرة، وإن كانت الرقية قد تنفع حتى من الأمراض العضوية كما قال تعالى: ﴿وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين﴾.

ما ذكرته في استشارتك من (تثاؤب كثير، دموع، صداع، نعاس عند الصلاة أو المذاكرة، تنميل وسخونة بالأطراف...) يمكن أن يكون له أسباب جسدية أو نفسية طبيعية، منها:

• قلة النوم أو اضطراب النوم.
• القلق أو الاكتئاب، أو الضغط النفسي والإجهاد.
• نقص فيتامينات معينة، أو مشاكل بالغدة.
• التوتر والخوف والقلق.

لهذا: ننصحك بزيارة طبيب عام، أو مختص بالأمراض العصبية والنفسية قبل الحكم بأنك تعاني من المس أو العين أو الحسد؛ فالفحص الطبي قد يكشف أن عندك سببا بسيطا يمكن علاجه.

عدم قدرتك على أداء الصلاة وكراهية صوت المؤذن، قد يكون سببه أنك تعاني من وسواس قهري أو حالة اكتئاب، أو إيحاء نفسي لسبب من الأسباب؛ لذلك ننصحك بما يأتي:

• مارس تمارين الاسترخاء والتنفس العميق وإخراج النفس ببطء قبل الصلاة.
• استعذ بالله من الشيطان الرجيم عند شعورك بعدم القدرة على أداء الصلاة، وردد الأذان تعبدا لله وابتغاء الأجر والثواب؛ فإن الأذان من أسباب طرد الشيطان الرجيم.
• عود نفسك على المجاهدة والصبر على أداء العبادات؛ قال الله تعالى: ﴿والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين﴾.
• لا تترك الصلاة مهما شعرت بالنفور، وصل ولو بخشوع قليل، فالمحافظة نفسها حصن عظيم، ولأن الشيطان الرجيم يأتي للإنسان بهذه المشاعر؛ كي يبدأ ولو بالتدريج بترك الصلاة.
• احرص على المداومة على أذكار الصباح بعد صلاة الفجر مباشرة، وأذكار المساء بعد صلاة الظهر أو العصر؛ ففي ذلك راحة للنفس، وحصن من الشيطان الرجيم ومن كل شر، ويمكنك قراءتها من كتاب حصن المسلم للقحطاني، أو أن تحمل تطبيق أذكار المسلم على هاتفك.
• ابتعد عن الذنوب والمعاصي، وحافظ على الطهارة دائما؛ فالذنوب من أسباب إظلام القلب وضيق الصدر وتوتر النفس.
• ارق نفسك بنفسك؛ فذلك أنفع لك، فأنت مضطر، والله تعالى يجيب دعوة المضطرين، ولا تكثر من الذهاب للرقاة؛ فكثير منهم ليس عنده خبرة، بل همه جمع المال.
• نوصيك بكثرة التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى، مع تحين أوقات الإجابة، وخاصة أثناء السجود؛ فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، واسأل الله تعالى أن يذهب عنك ما تجد، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته.
• أكثر من تلاوة القرآن الكريم واستماعه، وخاصة من أصوات القراء المجودين كالشيخ المنشاوي رحمه الله وغيره؛ ففي تلاوة القرآن الكريم واستماعه راحة للنفس، قال تعالى: ﴿ألا بذكر الله تطمئن القلوب﴾.
• حافظ على أذكار الدخول والخروج من البيت والحمام والمسجد، وأذكار الطعام، وحافظ على أداء الصلوات الخمس في جماعة؛ فإن أداءها منفردا في البيت مدعاة للكسل والخمول، والعبادة الجماعية من أسباب النشاط وتخفيف الأداء.
• صاحب الأخيار وابتعد عن الأشرار؛ فالصاحب كما يقال ساحب، والمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل -كما ورد في الحديث الشريف-.
• احرص على أخذ القسط الكافي من النوم، وقلل من المنبهات كالشاي والقهوة، واجعل أكلك متوازنا.
• الرياضة كالمشي والجري وما شابه ذلك مفيدة للنفس والجسد؛ فليكن ذلك ضمن جدول أعمالك اليومي.

نسأل الله تعالى لك التوفيق، وأن نسمع عنك خيرا، ويسعدنا تواصلك.

مواد ذات صلة

الاستشارات