زوجتي قاطعت ابني بسبب نقله كلاماً أحدث مشكلة بيننا!

0 3

السؤال

ابني عمره ١٣عاما، وقام بعمل مشكلة بيني وبين زوجتي عن طريق نقل الكلام، فقامت زوجتي بمقاطعته مقاطعة كاملة، فلا تعمل له أكلا، ولا تكلمه.

هذا الأمر منذ أسبوع وما زالت لا تكلمه، فهل هذا صحيح؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

أولا: أخي الكريم، من الطبيعي أن تكون زوجتك غاضبة مما فعله ابنكما؛ فالأم ترى أن ابنها أفسد ما بينها وبين زوجها الذي هو سندها، ونقل كلاما أحدث شقاقا داخل البيت، وهذا يجرح قلبها، ويفقدها الثقة، خاصة وأنها أقرب الناس إليه؛ إذن فغضبها مفهوم ومبرر، ويجب أن تقدره أنت، وتشعرها أن مشاعرها معتبرة ومتفهمة.

ثانيا: لا شك أن الابن ارتكب خطأ شرعيا وتربويا خطيرا:
شرعيا: لأنه وقع في النميمة، وقد قال النبي ﷺ: لا يدخل الجنة نمام.
وتربويا: لأنه زرع الشكوك بين والديه؛ وهذا يهدد استقرار البيت.
لكن مع ذلك، تذكر أن ابنك ما زال صغيرا (١٣ عاما)، يتعلم ويخطئ، ويحتاج إلى التوجيه والاحتواء، وليس للمقاطعة القاسية التي قد تكسر قلبه وتزيد عناده.

ثالثا: دورك أنت كأب وزوج؛ له بعدان:
الأول: مع زوجتك: اجلس معها بهدوء، وقل لها إنك تتفهم غضبها، وأن موقفها مفهوم، لكن المقاطعة التامة لابنك (لا كلام ولا طعام) ليست حلا شرعيا ولا تربويا، النبي ﷺ قال: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فكيف بالابن الذي هو أمانة عندها؟ واقترح عليها أن تظهر له العتاب والحزم، لكن من غير أن تحرمه من الأمان العاطفي.

الثاني مع ابنك: اجلس معه جلسة جدية، واشرح له أن ما فعله ذنب عظيم، وخيانة للأمانة، وبين له أن غضب أمه طبيعي جدا، وأن عليه أن يسارع لطلب رضاها، علمه أن يقول: "يا أمي، أنا أخطأت وأسأت، وأدركت أن ما فعلته لا يرضي الله ولا يرضيك، سامحيني."

كن أنت الوسيط أو جسر الصلح بينهما، احتو ابنك، وأشعره أنك تحبه رغم خطئه، وفي نفس الوقت أكد له أن بر أمه أعظم الواجبات، وأن غضبها لا يستهان به.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات