أقارن نفسي بغيري كثيرًا وأخاف أن أرسب، فما علاج ذلك؟

0 4

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من أفعال وسواسية منذ كان عمري 11 سنة، وازداد الوسواس في فترة كورونا، فكنت أعاني من وساوس مختلفة، سواء في الدين أو الصلاة أو تكرار الوضوء.

بفضل الله استطعت التخلص من معظم الوساوس، واستمر لدي وسواس واحد فقط، هو وسواس التبول، وقد تعايشت معه وتجاهلته، وقد تم تشخيص حالتي بالوسواس منذ سنتين تقريبا، وأتناول علاجا دوائيا بجرعات غير شديدة.

أنا طالبة في الصف الثالث الثانوي هذه السنة، وهي سنة صعبة جدا -خاصة في بلدي-، ويتم تحديد المستقبل عليها، فأنا مثلا حين أذهب للدرس عقلي يركز على زملائي، ويحكم عليهم بأنهم مجتهدون، فأنا أحكم على الناس من خلال الشكل؛ لأن في عقلي أن من يحصل على نسبة عالية في الثانوية العامة لا يهتم بمظهره، علما أني أتعامل وكأني في سنة عادية من حيث مظهري.

أيضا ألاحظ من يجيب على الأسئلة ممن لا يجيب، ومن يدل شكله على الاجتهاد، وأقول في نفسي: المجتهدون كثيرون، لكن أكيد لن يحققوا جميعا ما يتمنون، وأنا منهم!

هذا الأمر يتعبني؛ لأنه يقلل من ثقتي في نفسي وفي نجاحي، وهذا الشعور يلاحقني منذ أن كنت في الإعدادية، بالرغم من أني كنت متفوقة طول عمري، إلا أني في هذه السنة كنت أقول لأهلي: خائفة أن أرسب! لكن -والحمد لله- كنت الأولى على الإدارة.

حاليا أمر بنفس الحالة، لكن تفاقم قليلا في المرحلة الثانوية، خاصة أن عقلي قد وضع صورة نمطية للناجحين في الثانوية، وأقارن نفسي بها، وأرى أن المجتهدين سوف يحصلون على درجات مرتفعة، بينما أشك في قدراتي، علما أني في السنوات السابقة لم أقارن نفسي بأحد، وكانت مشاكلي مع نفسي، لكن هذه السنة فالمقارنات كثيرة، وهذا ليس من طبعي، فهل هذا من الوسواس أيضا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جنات حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -بنيتي- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك هنا بهذا السؤال.

نعم، لست فقط أنت التي عانيت من الوسواس القهري في فترة الكورونا، فكثير من الناس عانوا من هذا؛ بسبب ما تعرضنا له جميعا في تلك المرحلة.

بنيتي: أعجبني أنك تعاملت مع الأفكار الوسواسية القهرية بحكمة وموضوعية، من مقاومة هذه الأفكار وتلقي العلاج، وهذا أمر طيب.

أنا متفائل بك، لأنك استطعت خلال هذه الفترة أن تتجاوزي كل هذه الصعاب والأعراض، ولكن ما عليك أن تقومي به الآن هو أن تتوقفي عن المقارنة بالآخرين، ولا تنظري إليهم، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: "اعملوا فكل ميسر لما خلق له".

ركزي على دراستك وعلى نفسك، ودعي العباد لرب العباد؛ فهذا سيعينك كثيرا، وأنا أيضا متفائل بسبب أنك كنت وما زلت -إن شاء الله- من المتفوقات، فطالما تفوقت في السنوات الماضية؛ فما الذي يمنع أن تتفوقي أيضا في هذه السنة، في الصف الثالث الثانوي؟!

على فكرة: مرحلة الثالث الثانوي ليست فقط صعبة في بلدك، بل هي صعبة في كل البلدان؛ لأنها سنة مصيرية، ولكن القلق لن يساعدك على تحصيل العلامات المرتفعة، وإنما يساعدك التركيز والهدوء.

فركزي على دراستك، ولا تنسي الأمور التي ستساعدك: أولا العبادة والتزام الصلاة، أيضا ممارسة النشاط البدني الرياضي، وساعات النوم الكافية، والتغذية الصحية.

أدعو الله تعالى لك بتمام التوفيق والسعادة.

مواد ذات صلة

الاستشارات