السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عمري 25 سنة، ومنذ حوالي سنتين أتابع فتاة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي فتاة صالحة وذات دين، وأنا (صراحة) معجب بها، وأتمنى أن تكون من نصيبي، وأن تصبح زوجتي، لأنها امرأة صالحة، لكنني لا أعرف ماذا أفعل.
أولا: هي فتاة مشهورة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ثانيا: الفتاة عربية، لكنها من جنسية مختلفة وليست من بلدي، ولا أعرف كيف أصل إليها أو إلى أهلها.
ثالثا: وضعي المادي ليس جيدا بما يكفي للتقدم لخطبة فتاة.
أرجو منكم النصح: هل يكفي أن أدعو الله أن يجمعنا ويجعلها من نصيبي؟ أم أن الدعاء قد يؤثر عليها سلبا؟ أم أراسلها وأصارحها بهذا الموضوع؟ أم أنساها؟
جزاكم الله خيرا على مساعدتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا -بك ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال.
مثل هذه الفتاة المشهورة التي تظهر على مواقع التواصل، لا ننصح بالارتباط بها، لكونها من بلد آخر، وأنت لا تعرف وضعها: هل هي مرتبطة؟ وهل ستقبل بها أم لا؟ وهل ذلك البلد قانونه يسمح بهذا الارتباط؟ وهل من السهل أن تنتقل إليها أو تنتقل إليك؟ إنها أسئلة كثيرة لابد أن تكون الإجابة عليها واضحة.
والأهم من هذا، هو أننا لا نريد للمشاعر العاطفية أن تتمدد دون أن تتأكد من إمكانية الارتباط، وعليه ننصح بالتوقف عن متابعتها، والتوقف عن الإعجاب بها، والتوقف عن النظر في منشوراتها وما تقوم بنشره؛ لأن هذا يعمق العواطف، وغالبا هي من جانب واحد.
والفتاة المشهورة تشعر أن الجميع معجب بها، وقد لا تتزوج من أي واحد منهم، ولذلك أرجو ألا تجري وراء السراب، واجتهد في أن ترتبط بفتاة من بنات بلدك، من الأسر المعروفة، وأخبر والدتك وهي ستبحث لك.
ونحب دائما أن ننبه إلى أن أنجح أنواع الزواج هو الزواج التقليدي، الذي يكون فيه معرفة، ويكون فيه تشابه في البيئة، ويكون الوسيط فيه الخال أو العم، أو جار أو جارة، أو إنسان يعرفك ويعرف الفتاة.
هذا ما ننصحك به، وأنت في مقام أبنائنا، ولذلك أعجبني في الأخير أنك قلت: "أم أنساها؟" هذا الذي نميل إليه، حتى المراسلة والمصارحة لا يمكن أن تجدي بهذه الطريقة، وقد لا ترد عليك، ولو ردت ماذا تعرف عنها؟ أنت لا ترى منها إلا هذا الجانب، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعينك على حسن الاختيار.
وعليك أن تعلم أن الحياة الزوجية مشوارها طويل، ليست مجرد لحظات يعيشها الإنسان، لكنها علاقة يترتب عليها وجود أبناء وبنات، بل أحفاد وحفيدات، وهي علاقة ممتدة لا بد أن يكون الميل فيها والقبول من الطرفين، والميل لابد أن يكون مشتركا كما أشرنا، وكل هذا من الأمور المجهولة بالنسبة لك.
فلا ننصحك باستنزاف نفسك عاطفيا بمتابعة الفتاة المشهورة المذكورة، وابحث عن فتاة أخرى تستطيع أن تسأل عنها وتسأل عنك، وتتعرف إلى أهلها ويتعرفوا إلى أهلك، وأيضا يكون هناك إمكانية في الارتباط، بعد أن تتأكد من أنها غير مرتبطة، وكل هذا لن يحدث إلا بالمجيء للبيوت من أبوابها.
هذه نصيحتنا، وأنت في مقام أبنائنا، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.