السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي أخذني أنا وأختي لكي نرى فتاة يريد أن يتزوجها، ويريد أن نقول رأينا فيها من ناحية الجمال، ذهبنا إلى مكان وظيفتها، وبعد ذلك قلنا له رأينا: إنها جميلة -تبارك الله-، ولكن شكلها يظهر أنها أكبر من سنها. قلنا ذلك لأننا نعرف أن أخي يريد فتاة جميلة جدا، ولا أعرف: هل ما فعلته حرام؟ وهل تحدثي عنها بهذه الطريقة يعد سيئا؟ لم تكن نيتي سيئة تجاهها، بل على العكس، البنت أسلوبها مهذب، وجميلة، ولكنني أعرف ذوق أخي، ولهذا قلت له الحقيقة.
هل علي إثم؟ الموضوع أتعبني كثيرا، ولا أريد أن أكون قد فعلت شيئا سيئا في حق فتاة أخرى.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
نشكر لك حرصك على معرفة حدود الحرام والحلال، وتحرجك من أن تكوني وقعت في الإثم علامة على أنك موفقة للخير -إن شاء الله-، ونسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يزيدك هدى وصلاحا.
وما قمت به -أيتها الكريمة- من وصف هذه الفتاة لأخيك كما رأيتها، ليس فيه ظلم لها ولا غيبة؛ فمن استنصح في أمر الخطبة؛ فينبغي أن يكون ناصحا ببيان ما يعلم أنه يؤثر لدى الطرف الآخر.
وقد رخص النبي ﷺ بذكر الإنسان بالشيء الذي يكرهه لمقصد صحيح لا يحصل إلا بذلك الذكر، وفي موضوع الخطبة على وجه الخصوص، قد جاءته امرأة تسأله عن ثلاثة من الرجال تقدموا لخطبتها، فبين لها -عليه الصلاة والسلام- ما في كل واحد من الثلاثة من العيب أو غيره.
فقد جاءت فاطمة بنت قيس إلى النبي ﷺ فذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباها، فقال رسول الله ﷺ: أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له -يعني فقير- انكحي أسامة بن زيد.
وهذا الحديث يستدل به العلماء على جواز ذكر الإنسان بما يكره على سبيل النصح، ومن تلك المواطن التي ينصح فيها: الشخص الذي يريد أن يخطب للزواج، فيبين له ما في الآخر مما يدعوه إلى إتمام هذه الخطبة أو التراجع عنها.
فإذا: ينبغي أن تطمئني وتهدئي بالا، وتعلمي أنك لم ترتكبي إثما، ولكن إذا رأيت أن هذه الفتاة تصلح لأخيك لجوانب كثيرة؛ فينبغي أن تقنعيه بأن هذا الوصف الذي وصفت به هذه الفتاة في حقيقة الأمر لا يضر ولا يؤثر، ونحو ذلك من الكلام الذي يجعله يقدم على خطبتها، وهو يعلم حقيقتها كما هي.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.