السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبة، أدرس 6 مواد أو أكثر باللغة الإنجليزية، وأعاني من صعوبة الحفظ وكثرة النسيان وصعوبة التذكر، فمثلا أحفظ صفحة في نصف ساعة، ولا أستطيع إنهاء حفظ ودراسة جميع الدروس، بسبب ضعف قدرتي على الحفظ، بالإضافة إلى أنني أنسى كثيرا من المعلومات التي حفظتها.
علما بأنني على هذه الحال منذ الصف الأول الإعدادي، وأنا الآن في الصف الثاني الجامعي، وكنت على وشك اليأس؛ لأن الآخرين يدرسون بسرعة ودون نسيان -ما شاء الله- بينما أنا لا أحفظ بسرعة، وأنسى بسرعة؛ وهذا يكلفني جهدا كبيرا ووقتا طويلا لتثبيت المعلومات التي أحفظها، خاصة أنني أعمل إلى جانب الدراسة لحاجتي إلى العمل.
فماذا أفعل، وهل يوجد حل؟ أفيدوني، أفادكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.
أختنا الكريمة: طالما أنك تجاوزت المراحل الدراسية، ووصلت الآن إلى الصف الثاني في الجامعة، وتدرسين التمريض؛ فإن هذا دليل على أن قدراتك جيدة، مما أوصلك إلى ما أنت عليه الآن، ولكن إن كنت تشعرين بضعف القدرة على الحفظ والتذكر، وميلك إلى نسيان المعلومات، فقبل أن نفكر بوجود مرض نفسي؛ يجب أن يخطر في ذهننا ما يسمى بـ (الاحتراق النفسي)، وقد فهمت من سؤالك أنك تدرسين، وفي نفس الوقت تعملين، فهل أنت متعبة جدا من خلال الجمع بينهما؟ لا أقول: اتركي العمل أو الدراسة، ولكن عليك أن تعيدي النظر في ترتيب أولوياتك وأوقاتك، بحيث تكونين في نهاية العمل في راحة بدنية ونفسية؛ لتتمكني من الدراسة والحفظ بشكل جيد.
أختنا الفاضلة: لا يفيدك كثيرا أن تقارني نفسك بالآخرين، فللناس قدرات مختلفة ومتنوعة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: اعملوا فكل ميسر لما خلق له وأنا أعتقد -أختي الفاضلة- أن قدرتك جيدة، ولكن ربما يكون إجهاد العمل أو تشتت الذهن، هو الذي يسبب ضعف القدرة على التذكر والحفظ، ولا ننسى أيضا أن القدرة على التذكر مرتبطة بشكل كبير بساعات النوم المريح، والنشاط البدني، خاصة لشابة في عمرك (في التاسعة عشرة)، بالإضافة إلى التغذية الصحية المناسبة، مع تخفيف التعرض للشاشات -سواء هاتف جوال أو الكمبيوتر- وقطعا تقليل المشتتات، ومن أهمها وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
فإذا: الذي أنصحك -أختي الفاضلة- أن تعيدي النظر في نمط حياتك؛ لتوفقي بين الدراسة والعمل، وحياتك الأسرية والاجتماعية، وتتأكدي من وجود التوازن بين: العمل والدراسة، والنشاط البدني، وساعات النوم الكافية، والتغذية الصحية المتوازنة؛ كل هذا بالإضافة إلى المحافظة على عبادتك وقربك من الله عز وجل، داعية الله تعالى يوميا بقولك: "رب زدني علما"، وبقولك: "رب اشرح لي صدري * ويسر لي أمري"، و "اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا طيبا، وعملا متقبلا".
أرجو الله تعالى أن يفتح لك أبواب العلم والمعرفة، فعملك كممرضة أمر هام جدا في بلادك، وأسأل الله تعالى لك تمام الصحة والعافية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.