كيف يمكنني التوقف عن الدواء النفسي، بدون انتكاسات؟

0 1

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أعاني من أحد أنواع الفصام، وكنت أعاني من الوسواس القهري، وصف لي الطبيب دواء "أميسولبرايد بيكر" (Amisulpride Beker) 200 ملغم، و"بريزيفا" (Brivea) نصف حبة، و"سولوتيك" (Solotik) 100 ملغم، أريد التوقف عن تناول هذا الدواء؛ لأنه يسبب لي آثارا جانبية مزعجة، مثل: التعب الدائم، والعصبية الشديدة، وتقلب المزاج، والانزعاج الدائم، كما أنه لم يعط نتيجة جيدة بخصوص أعراض المرض، والطبيب قال لي: "إن أوقفت الدواء شهرين لا تأتي لي"، هو يرفض إيقاف الدواء، علما أني أتناوله منذ سبع سنوات.

أريد أن تصفوا لي طريقة التوقف عن الدواء، وهل توجد آثار جانبية أو أعراض انسحابية لهذه الأدوية؟ كنت مرتاحة أكثر قبل تناول الدواء؛ حيث إن الأسئلة الدينية -والتي وصفها الطبيب بـ (الوسواس القهري)- لم تأتني إلا بعد تناول دواء "أميسولبرايد بيكر"، أريد أن أمارس حياتي بسهولة.

أرجوكم أجيبوني، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عيدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية.

نحن على أتم الاستعداد أن نساهم -إن شاء الله- بآراء حول علاجك، نسأل الله تعالى أن تعود عليك بالفائدة.

القرارات النهائية فيما يختص بالخطة العلاجية الخاصة بك، يجب أن يقوم بها الطبيب المعالج، لأنه ملم بحالتك أكثر مني، والأمر الآخر: من الناحية الأخلاقية ليس من حقنا أبدا أن ننصح بالتوقف عن دواء كتب لسبب طبي معروف، والطبيب المعالج هو الذي يجب أن يتولى هذا الأمر، لكن في ذات الوقت -أيتها الفاضلة- سوف أنقل لك بعض الآراء الجيدة والمفيدة التي يمكن أن تنقليها لطبيبك المعالج وتناقشيها معه.

أولا: عقار (أميسولبرايد - Amisulpiride) هو دواء جيد وممتاز جدا، لكن يعاب عليه بالفعل أنه قد يؤدي إلى شيء من التكاسل، خاصة حين يتم تناوله مع الأدوية الأخرى، إضافة لذلك أنه يرفع هرمون الحليب، أو ما يسمى بـ (البرولاكتين - Prolactin)، وهذا عند النساء، وربما يؤدي إلى تقطع أو عدم انتظام في الدورة الشهرية، أو نوع من التحقن في الثديين، حتى عند المرأة غير المرضع أو غير المتزوجة، وهذا طبعا مزعج بعض الشيء إذا حدث، ويحدث لحوالي 40 إلى 50 في المائة من النساء اللاتي يتناولن هذا الدواء، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: حالتك -أيتها الفاضلة الكريمة- هي حالة أساسية في الطب النفسي، لا أقول لك إنها خطرة، ولا أقول لك إنها الأسوأ من حيث المآل ونتيجة المرض، لكنها حالة تستحق الاهتمام؛ الاهتمام من جانب الطبيب ومن جانبك؛ وذلك حتى تصب الأمور كلها في مصلحتك.

أيتها الفاضلة الكريمة: أيا كان نوع الفصام، فهو يتطلب جرعة علاجية من الدواء، هذا كلام لا نقاش حوله، والذي أقوله لك هو أمر ثابت من خلال الثوابت العلمية؛ لأن الفصام مرض انتكاسي، ولا شك في ذلك، وحين تبدأ الانتكاسات وتشتد، يصعب بعد ذلك أن يستجيب الإنسان للدواء، والمؤمن كيس فطن، فلا تعرضي نفسك لأي نوع من المخاطر التجريبية فيما يتعلق بالدواء.

أنا أقترح عليك دواء ممتازا جدا يكون بديلا لكل هذه الأدوية، الدواء اسمه (أريبيبرازول - Aripiprazole)، وإذا كانت الوساوس شديدة يضاف إليه دواء آخر وبجرعة بسيطة، الدواء الآخر يعرف باسم (بروزاك - Prozac) واسمه العلمي (فلوكسيتين - Fluoxetine) أنت تحتاجين لأن تتناولي (15 ملغ) من الأريبيبرازول، و(20 ملغ) من الفلوكسيتين، وهذا سوف يكفيك تماما، كلا الدوائين لا يرفعان أبدا من هرمون الحليب، ولا يؤديان إلى زيادة في الوزن، ولا يؤديان إلى أي نوع من التكاسل أو النعاس الزائد، حتى إنه يمكن استعمالهما أثناء النهار.

إذا هنالك بديل دوائي ممتاز، والتوقف من أدويتك هذه ليس بالصعب أبدا، فاذهبي وناقشي مع الطبيب هذه المقترحات، وأنا على أتم الاستعداد لتزويدك بأي نصائح أخرى، لكن نصيحتي لك -وهي نصيحة علمية وتقوم على أسس- هي ألا تتركي نفسك بدون علاج أبدا؛ لأن مرض الفصام مرض انتكاسي، وحتى الوساوس القهرية هي انتكاسية أيضا، وحين يجتمع الوسواس مع الفصام يكون مزعجا للشخص، لكن -بفضل من الله تعالى- الآن بأيدينا هذه الأدوية الفاعلة الممتازة جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية، وأشكرك على الثقة في استشارات إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات