السؤال
السلام عليكم.
أنا متزوجة منذ 12 سنة، لدي ولدان، ظروفنا المادية متوسطة، منذ مدة قرر زوجي السفر لبلاد أخرى، والعمل فيها، وبقيت أنا وأطفالي وحدنا، لقد كنت أهتم بكل شيء، بدراستهم والعناية بهم لوحدي، لا أحد معي، ولا أحد يساعدني، لقد تعبت جسديا ونفسيا، وأصبحت أتشاجر كثيرا مع زوجي، وأطلب منه العودة والعمل في بلادنا، على الأقل يكون معنا أنا وأولادي، الذين أصبحوا في سن المراهقة، ومحتاجين لأبيهم، ولكنه يرفض.
لم أعد أتكلم معه منذ مدة، وعندما يتصل أولادي يكلمونه، أما أنا فلم أعد قادرة على الحديث معه، ولكني خائفة أن أكون بهذا التصرف أعصي ربي، ولكن رغما عني، فقد تركني وحدي مع مسؤوليات لا تعد ولا تحصى، وخاصة أن ظروفنا لم تتحسن كثيرا بعد سفره، فكيف أتصرف في هذه الحالة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سجى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا وابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقدر لكم الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يجمع شمل الأسرة، وأن يملأ دياركم بالخير والمال، هو ولي ذلك والقادر عليه.
لا شك أن الأصل أن يكون الزوج مع زوجته ومع أبنائه، وربما يزداد احتياج الأبناء لوالدهم في مرحلة المراهقة، فهو صاحب الدور الأكبر في هذه المرحلة، التي يخرج فيها الأبناء إلى الحياة، فهم يحتاجون إلى قدوة، ويحتاجون إلى موجه، ويحتاجون إلى متابعة، نسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.
وعلينا جميعا أن ندرك أن الحياة الزوجية تحتاج إلى تضحيات من الطرفين؛ فهو بسفره وبعده عنكم يضحي، وأنت تضحين تضحيات كبرى، ونسأل الله أن يعينكم على تفهم هذه الأمور، والتفاهم حولها بمنتهى الهدوء، ونحن نتمنى ألا يكون هناك تصعيد في الخصام، بل ينبغي أن تدار الأمور بمنتهى الحكمة، ومنتهى الفهم للأدوار التي ينبغي أن يقوم بها كل من الأب والأم.
لذلك نحن لا نؤيد فكرة الخصام، وفكرة الامتناع عن محادثته، أو التكلم معه، وأرجو أن تشجعي تواصله معنا حتى نسمع وجهة نظره،
وإذا كان الأمر كما ذكرت، فلا فائدة كبيرة من بعده عنكم، والأصل أن يكون معكم، ونسأل الله أن يعينه على القيام بواجباته في الإنفاق والبذل من أجل أسرته، وأن يعينك على استكمال هذا المشوار، ونحن نقدر الصعوبات التي تواجهينها في مثل هذه الظروف عندما تكونين وحدك، ولكن أتمنى ألا يكون ذلك أيضا سببا لمزيد من الخصام والتوتر بينك وبينه.
وعليه ننصح بأن تعودي وتتكلمي معه، وشجعي تواصله مع الموقع حتى نسمع وجهة نظره، وحتى نناقشه عن علم، من أجل أن يعود إلى أسرته، أو من أجل أن تذهبوا إليه، ونسأل الله -تبارك وتعالى- لنا ولكم التوفيق والسداد، ونكرر لك الشكر على هذا الإحساس الطيب الذي دفعك للكتابة إلينا، وحق الزوج عظيم، نسأل الله أن يعينه على تقدير حقوق الأسرة، والقيام بالواجبات الخاصة تجاه أسرته وتجاه زوجته، وأن يجمع بينكم في الخير وعلى خير.