السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع النافع، وأنا متابع له جدا لما فيه من الفائدة الكبيرة.
أعاني من الرهاب الاجتماعي، وقد استعملت كثيرا من الأدوية، مثل: الباروكستين والزولفت، لفترة طويلة، ولكن لم أشعر بتحسن، مشكلتي هي الارتباك الشديد، وفقدان القدرة على الكلام، بحيث أشعر أن داخلي فارغ تماما من أي فكرة أتحدث بها، وقد أبقى مع الآخرين لفترة طويلة في حالة صمت دائم، مما يسبب لي إحراجا شديدا، وإذا أردت أن أبدأ حديثا، أشعر بارتباك شديد، وتلعثم في الكلام، فأشعر بالخجل، وأعود إلى الصمت.
فما هو العلاج المناسب؟ علما أن كثيرا من العلاجات لا يتم صرفها إلا بوصفة طبيب، فهل يوجد علاج يمكن صرفه بدون وصفة طبية؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في إسلام ويب.
أيها الفاضل الكريم: أعتقد أن الذي تحتاجه هو أن تمارس تمارين سلوكية، تضع نفسك في موقف الأداء لسيناريو معين أمام الآخرين، تأتي مثلا وتجلس في الغرفة بهدوء، وتتخيل أنك أمام عدد كبير جدا من الناس، وتريد أن تقدم نوعا من العرض -البريزنتيشن- المعين، وتعيش هذا الخيال كأنه حقيقة وبكل جدية، وهذا النوع من التمارين مفيد جدا، لكنه يحتاج إلى أن يكرر.
الأمر الآخر -أخي الكريم- تعلم أن تقوم بتقديم بعض المقاطع الكلامية أو بعض الخطب، وتقوم بتسجيلها، ثم تستمع إلى ما قمت بتسجيله، وسوف تجد أنه أفضل مما كنت تتصور، فالشعور بالارتباك ليس من الضروري أن يكون كله حقيقة، وطبعا غالبا هو مرتبط بزيادة في إفراز مادة الأدرينالين.
يمكن أن تتناول دواء بسيطا وهو الـ (إندرال - Inderal)، الذي يسمى علميا (بروبرانولول - Propranolol)، بجرعة (20 ملغ) صباحا و(20 ملغ) مساء، هذا -إن شاء الله تعالى- يوقف عنك هذا الارتباك تماما، لكن لا بد أن تطبق السيناريوهات التي تقوم على مبدأ التعريض، مع منع الاستجابة السلبية.
أيضا احرص أن تصلي مع الجماعة في الصف الأول، هذا أيضا موقف قد يحس الإنسان فيه بشيء من الارتباك، لذا فالتعريض له مهم ومفيد جدا.
كذلك ممارسة تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة مهمة جدا، وحاول أن تطبقها باستمرار، وأيضا مارس أي نوع من أنواع الرياضة الجماعية، وحين تكون ذاهبا إلى زيارة مثلا، أو تجلس في مجلس معين مع بعض الأصدقاء، حاول دائما أن تحضر مواضيع لتأخذ أنت زمام المبادرة بمناقشتها مع الآخرين، موضوعا أو موضوعين مثلا، في الأمور العامة، هذا أيضا فيه -إن شاء الله تعالى- لك فائدة كبيرة جدا.
أرجو أيضا أن تراعي وتلاحظ تعبيرات وجهك، هذه مهمة جدا، فـ (تبسمك في وجه أخيك صدقة)، وحاول أيضا أن تقلل من حركة اليدين كلغة جسدية، وأيضا اجعل نبرة صوتك نبرة متوازنة وممتازة.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.