السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تزوجت منذ أكثر من سنتين من امرأة لا تعمل، وإلى الآن لم نرزق بأطفال، ولا زلنا في مرحلة العلاج لعدم الإنجاب، والآن وجدت زوجتي وظيفة مؤقتة، وهي تخرج قبلي وتدخل بعدي بزمن يسير، سمحت لها بالعمل لأن قلبها متعلق به جدا، وإذا لم أسمح لها تظل مكتئبة، وكأن العمل هو كل حياتها، وأنا لا أستطيع أن أتحمل أو أرى نفسي أدخل المنزل قبلها، وأنا أعلم أن العمل سيتعبها، فهددتها بالطلاق أن تترك هذا العمل، وهي متمسكة بي.
تخفف من قلقي من هذا العمل بأنها لن تقصر في أمور البيت، وتقابلني بكثير من مشاعر الحب، التي لم تكن بهذا القدر قبل بدئها العمل، كأن ذلك مقابل تركي لها تعمل، وأحيانا أخرى تبكي وتكتئب؛ لأني على مدار اليوم لا إراديا أعبر لها عن انزعاجي من عمل المرأة، وعملها خصوصا.
هي تعمل أستاذة تعليم متوسط، في نفس البلدة التي نعيش فيها، لكنها تستعمل المواصلات حتى تصل إلى العمل، عندما خطبتها وأثناء اللقاء الشرعي طلبت أن تعمل، وقالت: إنها تحب أن تعمل لتعين في متطلبات العيش، وأنا عبرت عن رفضي حينها، وبينت لها بغضي لعمل المرأة وخروجها من بيتها، وطلبت منها ألا تضعه شرطا في الزواج بها.
في الأشهر الأولى من الزواج قالت إن أهلها اشترطوا عند الخطبة ألا أمنعها من أن تعمل، فقلت لها: إنه لم يبلغني أحد بذلك، فقالت: إن أهلك لم يخبروك بذلك، وحينها طلبت بأن يجتمع كل من اتفق على ذلك -أختي وأم زوجتي- فرفضت وقالت بأن الأمر لم يصل لذلك الحد، وقلت لها: حتى وإن اشترطتم ذلك فأنا لا أقبل به، ولا أرغم به أو ألزم به، وخيرتها أن يكون الأمر بيدي أو الانفصال.
زوجتي شديدة التعلق بالعمل، وإذا رفضت أو لم أسمح لها بالعمل سأعيش حياة بائسة، وإذا قبلت أن تعمل فسيكون لدي تخوفات كثيرة، وسأضطر إلى التنازل عن كثير من حقوقي الزوجية.
وأنا صراحة لا أخفي أني أحب زوجتي حبا كبيرا؛ لأنها طائعة لربها، قائمة بواجباتها، وتحفظ أكثر من نصف القرآن، ومواظبة على حفظه، وليست كثيرة المطالب، وأشفق عليها كثيرا، خصوصا بعد وفاة جدتها التي ربتها ولازمتها منذ صغرها.
أنا في حيرة من أمري، ماذا أفعل؟ هل أجبرها على عدم العمل مرة أخرى، وهل يلزم أمام ذلك الطلاق؟ وهل أطلقها قبل وجود أطفال بيننا؟ أم أحدثها في الأمر، أم أراجع نفسي في الأمر، وأرى أنني قد وافقت هذه المرة، ولن أتراجع، وأرى الضرر يسيرا بما أنه لا يوجد أولاد بعد، ثم أتبع ذلك بقولي: "والآن أرفض ذلك الآن قبل أن يكون بيننا أولاد.
أعلم يقينا أن زوجتي لن تطلب الطلاق إن منعتها عن العمل؛ لكنها ستظل حزينة ومكتئبة، علما بأنها زوجة رائعة من جميع الجوانب، خصوصا الجوانب الدينية، وعملها هذا ستكون مدته قصيرة، ومن الممكن ألا تجد عملا أصلا في المستقبل؛ لأن فرص العمل قليلة جدا وشبه منعدمة، وعملها هذا سيستغرق في حدود العشرين ساعة في الأسبوع فقط -في قطاع التعليم الذي أغلبه نساء- إن وجد، ماذا أفعل؟


