أواجه مشكلة الكسل عن الدراسة فهل من جدول ينظم لي الأمر؟

0 2

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا الآن في الصف الثالث الثانوي، وهي من أهم مراحل حياتي، والحمد لله، كنت متفوقا في معظم السنوات السابقة، ورغم أن لدي مقومات الطالب المتفوق، إلا إنني أشعر في الفترة الأخيرة بكسل شديد، وهناك تراكمات في الدراسة، والدراسة الحالية لا تكفي حتى الحد اليومي المطلوب.

لكنني عقدت النية والعزم على التغيير، وأرجو منكم الإفادة بوضع قوانين، أو خطوات عملية، تساعدني على التفوق في دراستي، وأن أكون في أفضل نسخة دراسية من نفسي، وإن شاء الله، سأتابع النصائح التي ستقدم لي في هذه الاستشارة بكل التزام وجدية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ziad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك طلب الاستشارة من موقع إسلام ويب، وبداية نثني على وعيك واهتمامك بنفسك ومستقبلك، وسعيك في هذه المرحلة الهامة لوضع خطة واضحة للتميز، وهذا في حد ذاته علامة على النضج والجدية، وهو أول طريق النجاح.

الابن الكريم: إن ما تشعر به من كسل، أو تراكم دراسي، يعد من الأمور الطبيعية، وهو شائع بين بعض طلاب الثانوية، خاصة في الفترات التي تزداد فيها الضغوط النفسية والذهنية، ولكن الأمر الجيد أنك لم تستسلم، بل تبحث عن الحل، وهذا مؤشر إيجابي جدا، وفيما يلي مجموعة من التوصيات العملية والتربوية التي نراها مناسبة لحالتك:

1. صحح النية واستعن بالله: اجعل نيتك في طلب العلم خالصة لله، وابتغ بها رضاه وخدمة دينك وأمتك، فالإخلاص يمنح القلب طاقة وثباتا، قال تعالى: {وقل رب زدني علما} [طه:114].

2. ابدأ بخطة واقعية متدرجة: لا تحاول تعويض كل ما فات دفعة واحدة، بل ضع جدولا يوميا مقسما إلى فترات قصيرة للمذاكرة، مع فترات راحة بسيطة، وستلاحظ أنك تستعيد نشاطك تدريجيا.

3. نظم وقتك بوضوح:
. اجعل أوقات الذروة في يومك (بعد الفجر، أو بعد صلاة العصر) للمراجعة والحفظ.
. قلل من استخدام الهاتف ومواقع التواصل أثناء المذاكرة.
. حدد وقتا ثابتا للنوم (6–8 ساعات)؛ لأن السهر المفرط يضعف التركيز والحفظ.

4. احرص على الصلاة والقرآن: لا تنس أن الصلة بالله هي أعظم ما يعينك على الثبات والنشاط، فالمواظبة على الصلاة، وورد من القرآن يوميا، يمنحك راحة وطمأنينة تعينك على الاستمرار.

5. اهتم بصحتك الجسدية: تناول طعاما صحيا متوازنا، واحرص على شرب الماء، وممارسة القليل من التمارين، أو المشي، فالنشاط البدني يحسن المزاج والذاكرة.

6. استخدم التحفيز الذاتي: ذكر نفسك دائما بأهدافك، وبما تريد تحقيقه بعد الثانوية، وتخيل لحظة النجاح، فهي كفيلة أن تدفعك إلى الجد والاجتهاد.

7. احذر من مقارنة نفسك بالآخرين: ركز على تطوير نفسك دون النظر إلى من حولك، فكل شخص له قدراته وظروفه، والمهم أن تتقدم أنت خطوة كل يوم.

8. تواصل مع معلم أو مستشار دراسي: إذا واجهت صعوبة في مادة معينة أو في وضع خطة مناسبة، لا تتردد في طلب المساعدة من معلم تثق به، أو مرشد مدرسي، فطلب العون لا ينتقص من قدرك.

وأخيرا، تذكر أن التفوق الحقيقي ليس فقط في الدرجات، بل في الاستقامة والاجتهاد والاتزان، وأن من صدق مع الله أعانه ووفقه، قال النبي ﷺ: "احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز."

نسأل الله أن يشرح صدرك، وييسر أمرك، ويعينك على بلوغ أعلى المراتب في علمك ودينك، وأن يجعلك من الناجحين الصالحين.

مواد ذات صلة

الاستشارات