السؤال
أنا متزوجة منذ ٨ شهور، وفي أحد الأيام كنت نائمة، فقام زوجي بفتح المحادثة بيني وبين أختي، والتي كنا نتحدث فيها للاطمئنان على بعضنا، ومنذ فترة، تحدثنا ضمن الحديث عن أخواته بأسلوب غير لائق، كان على سبيل المزاح، لكنه كان مزاحا ثقيلا.
عندما قرأ زوجي المحادثة، غضب كثيرا، وبدأ يصرخ في وجهي، وأهان أهلي، ثم طردني من المنزل، ومنذ ذلك الحين، لي 15 يوما عند أهلي، ولا يوجد أي تواصل بيننا.
أنا الآن في حيرة من أمري، وأستغفر الله على ذنبي، فأنا أعلم أنني أخطأت حين تحدثت بذلك الشكل عن أي شخص، ولم أكن أقصد الإساءة، ولم أكن أعلم أنه قد يفتح هاتفي، ويقرأ ما بيني وبين أختي.
ولا أعلم ماذا أفعل إن أخبر أهله، فهم أشخاص يصعب التعامل معهم، وإذا علموا أن أحدا تحدث عنهم، قد تتعقد الأمور أكثر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يغفر الذنوب، وأن يلهمنا السداد والرشاد، وأن يعيننا على طاعته.
لا يخفى على أمثالك من الفاضلات أن هذا الكلام الذي حدث مخالفة شرعية، وأنها من الغيبة المحرمة؛ ولذلك أرجو أن تبدئي التصحيح بالتوبة لله -تبارك وتعالى- ونبشرك بأن التوبة تجب ما قبلها، وأن التائبة من الذنب كمن لا ذنب لها.
الأمر الثاني: أرجو أن تسارعي بالاعتذار له، وتطلبي منه المسامحة، وتعتذري عن هذا الخطأ الكبير الذي حصل، وتحاولي أيضا أن تبيني له أنك راغبة في أن يكون هذا الأمر محصورا بينكما، فليس من المصلحة أن يخرجه لأخواته حتى لا يقابلن الإساءة بمثلها، وتكون بعد ذلك مثل هذه الأمور تدخل القلوب فتعكر صفوها، وتؤثر على العلاقة المستقبلية، ونسأل الله أن يعينك على الخير.
بل نطالبك أيضا بأن تكرري الاعتذار، وتذكري ميزات وحسنات أخواته، وأيضا حبذا لو شجعت تواصله معنا؛ حتى نبين له أن الرجل ما ينبغي أن يقف أمام مثل هذه الأمور التي تكثر بين النساء، ليس لأنها صواب، ولكن ينبغي أن تأخذ المسألة حجمها المناسب.
وحاولي أيضا في مستقبل الأيام أن تحترمي أهله؛ لأن احترام أهل الزوج جزء من احترام الزوج، كما أن احترام أهل الزوجة جزء من احترامها، وأنتم تقولون: "من أجل عين تكرم ألف عين"، وهذا معنى من المعاني المهمة.
ولذلك نتمنى أن تضاعفي الاحترام لأخواته، وتحاولي أيضا أن تذكري له ما عرفت عنهن من الخير ومن الود؛ لأن هذا من الأشياء المهمة، وفيه مصلحة للأبناء أيضا؛ لأنهم إذا أحبوا العمات وأحبوا الخالات؛ وجدوا بعد ذلك بيئة صالحة للنشأة الصحيحة السوية.
المهم: اعتذري، كرري الاعتذار، وأظهري الندم على هذا الذي حدث، أولا لأن الذي حدث مخالفة شرعية، وثانيا: لأن فيه جرحا للمشاعر، وفعلا الرجل سيغضب إذا تكلمنا عن أهله، كما أنك أيضا تغضبين إذا تكلم أي إنسان عن أهلك (إخوانك أو أخواتك).
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، وعليك أن تبادري؛ لأن الخطأ واضح في هذه المسألة، وكرري الاعتذار بينك وبينه، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يلين قلبه، وأن يرده ويردكم جميعا للحق والخير والصواب.