السؤال
أنتم تنصحون بتناول كبسولات (بروبيوتيك، Probiotic) مرتين يوميا، لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر، يساعد في ضبط مستوى البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي، وتحسين عملية الهضم، وعرفت أن الزبادي البلدي يحتوي على نفس مادة بروبيوتيك، Probiotic.
فهل يمكن أن أتناول الزبادي البلدي، ويكون بديلا عن الكبسولات؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يمكن في كثير من الحالات أن يكون الزبادي البلدي مصدرا جيدا للبكتيريا الحية النافعة (البروبيوتيك)، وقد يستخدم كبديل طبيعي عن كبسولات البروبيوتيك لدعم توازن بكتيريا الأمعاء، وتحسين الهضم، بشرط أن يكون الزبادي مصنوعا من خمائر حية ونشطة، وأن يتم تناوله بكمية كافية.
الزبادي التقليدي الذي يحضر باستخدام المزارع البادئة القياسية (مثل Streptococcus thermophilus و Lactobacillus delbrueckii subsp bulgaricus) يحتوي على بكتيريا حية يمكن أن تعيش مؤقتا في الأمعاء، وتمنح فوائد مثل: تحسين هضم اللاكتوز، وتنظيم توازن البكتيريا في الجهاز الهضمي.
وقد أظهرت الدراسات السريرية أن تناول الزبادي الذي يحتوي على سلالات بروبيوتيك معينة؛ يمكن أن يزيد من نسبة البكتيريا النافعة (مثل: Bifidobacterium)، ويقلل من نمو البكتيريا الضارة، وتستمر هذه التأثيرات حتى بعد التوقف عن تناوله لبضعة أيام.
كما بينت التجارب التي قارنت بين كبسولات البروبيوتيك والزبادي، في توصيل نفس السلالات (مثل: Lactobacillus rhamnosus GG و Bifidobacterium animalis)، أن الزبادي كان فعالا بنفس القدر تقريبا في إيصال البكتيريا الحية إلى الأمعاء، مع نتائج متشابهة في بقاء تلك السلالات، وظهورها في البراز.
الزبادي أيضا قد يساهم في تحسين البيئة البكتيرية في الأمعاء، وزيادة إنتاج الأحماض الدهنية القصيرة السلسلة التي تفيد في صحة القولون.
لكن يجب الانتباه إلى أن محتوى البروبيوتيك في الزبادي البلدي يختلف حسب نوع البادئ وطريقة التخمير، لذلك قد لا يحتوي دائما على نفس عدد، أو نوع السلالات الموجودة في الكبسولات الطبية، والتي تكون محددة ومركزة أكثر، ولها دراسات تثبت فعاليتها لحالات معينة (مثل: الإسهال الناتج عن المضادات الحيوية، أو اضطرابات القولون).
بكلمات بسيطة: الزبادي البلدي مفيد جدا للهضم وصحة الأمعاء، لكن إذا كان الهدف علاجيا محددا، أو يتطلب سلالة معينة من البروبيوتيك، فالكبسولات تظل الخيار الأدق والمضمون من حيث الجرعة والسلالة.
والله الموفق إلى سواء السبيل.