زوجتي تشترط للصلح أن يكون بالفعل لا الكلام، فما نصيحتكم؟

0 0

السؤال

السلام عليكم.

تشاجرت مع زوجتي، وقلت لها كلاما يجرحها، وأريد أن أصالحها، المشكلة أنها تقول: إنها لا تريد كلاما جميلا، وإنما أريد أفعالا! أنا لا أعرف ما هو نوع الأفعال التي تريدها، وعملي خارج المحافظة التي نعيش فيها، وحاليا أنا في العمل، ولا أعرف ماذا أفعل؟

كل يوم يمر علينا تشعر أني أتجاهلها، بينما أشعر بأني مهما فعلت فلن أرضيها، ولا أعرف ماذا أفعل في هذه الحالة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أول ما يقال لك: جزاك الله خيرا على هذه الوقفة مع نفسك؛ فاعتراف الرجل بخطئه، وسعيه لإصلاحه دليل نبل، ورجولة، وخلق رفيع، فكم من رجال أخطؤوا ثم ردهم الكبر عن الاعتذار، أما أنت فقد فتحت بابا للخير بإصلاح ذات البين، والله تعالى يقول: ﴿وإن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما﴾ [النساء: 35].

تذكر يا أخي: الزواج في الإسلام سكن، ومودة، ورحمة، كما قال الله تعالى: ﴿ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة﴾، وزوجتك خرجت من بيت كانت فيه عزيزة مكرمة، لا لتهان، أو تسمع ما يؤذيها، بل لتعيش في كنفك، وتجد فيك الأمان والطمأنينة، فاحفظ هذه الأمانة التي استودعك الله إياها، واذكر قول النبي ﷺ: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي"، وقد كان ﷺ إذا غضب، لم يخرج من بيته إلا وقد أصلح ما بينه وبين أهله، وكان إذا وجد في قلبه شيئا على عائشة -رضي الله عنها-، أبدله بلطف، وكلمة حانية.

وإني ناصحك ببعض الخطوات العملية لتدارك الموقف، وحل المشكلة:

1. اضبط نفسك أولا: اجعل من هذا الموقف درسا لك في كظم الغيظ، وتذكر قوله ﷺ: "ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب، فإذا أحسست بالغضب قادما، غير وضعك، توضأ، واخرج من المكان حتى تهدأ.

2. ابدأ بخطوة تواصل صادقة: طالما أنك بعيد الآن، أرسل لها رسالة صوتية بصوتك الهادئ، لا تبرر فيها، بل قل: "أنا آسف، أنا أخطأت بحقك، وأعلم أنك غير محتاجة لكلام مني، لكني أنوي أن أريك أفعالا تثبت أنك غالية عندي"، واذكر لها موقفا جميلا بينكما لتلين القلوب.

3. عبر بالأفعال لا بالكلمات فقط:
- ابعث هدية رمزية حتى لو كانت بسيطة: وردة، أو رسالة مكتوبة بخط يدك.
- خصص لها وقتا بعد رجوعك -ولو يوما واحدا- يكون كله لها.
- أظهر اهتمامك بتفاصيلها الصغيرة (كيف يومها، صحتها، احتياجاتها).

4. عند لقائكما القادم: اجلس معها بهدوء، وابدأ باعتذار حقيقي دون دفاع عن النفس، واطلب منها أن تساعدك على فهم ما تحتاجه بالأفعال، وستجد أن قلبها قد لان -بإذن الله تعالى-.

اعلم -يا أخي- أن الشيطان يفرح بتفريق الأزواج، كما قال ﷺ: "إن إبليس يضع عرشه على الماء... فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، فيأتي أحدهم فيقول: ما زلت به حتى فرقت بينه وبين امرأته، فيدنيه منه ويقول: نعم أنت"، فلا تدع للشيطان فرحة بكما، وأكثر من الاستغفار، وادع: "اللهم أصلح بيني وبين زوجتي، واجعل بيننا المودة والرحمة، واصرف عنا وساوس الشيطان وغضب النفس".

هذا، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات