تلاعبت بمشاعر شخص وأخشى عقوبة ظلمي له!

0 3

السؤال

السلام عليكم.

ظلمت شخصا عندما كنت في الجامعة، وأشعر بالندم منذ سنوات، وأشعر أن الله يعاقبني من أجل هذا الشخص، لأنه كان طيبا جدا، فقد لعبت بمشاعره كثيرا كي أرضي غروري، أنا نادمة جدا، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك إلى صالح القول والعمل.

شعورك بالندم تجاه ما حدث مع هذا الشخص هو في حد ذاته علامة خير في قلبك، ودليل على صدق نيتك في إصلاح ما مضى، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الندم توبة".

فأول خطوة صحيحة الآن هي: التوبة الصادقة من هذا الفعل، وذلك بتحقيق شروطها الثلاثة: الندم على ما مضى، الإقلاع عن الذنب وتركه فورا، والعزم الصادق على عدم العودة إليه مرة أخرى، فإن فعلت ذلك، غفر الله لك -بإذنه تعالى-.

أما إن كان الذنب متعلقا بحق من حقوق الآخرين، فهناك شرط رابع، وهو إرجاع الحق إلى صاحبه -إن أمكن ذلك-، بشرط: ألا يترتب على ذلك ضرر أكبر، أو فتنة جديدة، فإن تعذر ذلك فلتبقي نيتك صادقة في رد الحق متى ما تيسر الأمر.

أختي الكريمة: ما دمت تتحدثين عن ذنب يتعلق بالعبث بالمشاعر، أو الإيهام بالحب، أو الوعود العاطفية الكاذبة، وما شابه؛ فكل هذا مما لا يرضاه الله، ومن العلاقات المحرمة إذا كانت خارج إطار الزواج، ويجب التوبة منها توبة نصوحا، وبما أن ما حدث مضى عليه زمن طويل، فإخبار ذلك الرجل الآن ليس من المصلحة، بل قد يؤدي إلى إفساد علاقته الأسرية -إن كان متزوجا-، أو يفتح باب فتنة جديدة؛ لذلك من الأفضل كتمان الأمر تماما، والاكتفاء بالتوبة بينك وبين الله تعالى، والإكثار من الاستغفار، والدعاء لذلك الرجل بظهر الغيب بالخير، والمغفرة، وذكره بالخير الذي فيه، والثناء عليه إذا استدعى الأمر ذلك.

وأخيرا: أوصيك بالإكثار من الدعاء، والصدقة، والأعمال الصالحة؛ فهي من أعظم ما يكفر الله به الذنوب. قال الله تعالى: ﴿وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ۚ إن الحسنات يذهبن السيئات ۚ ذٰلك ذكرىٰ للذاكرين﴾.

وفقك الله ويسر أمرك، وكتب لك الأجر والمغفرة.

مواد ذات صلة

الاستشارات