خطيبتي تقول إنها غير مستعدة للزواج حتى تنهي دراستها!

0 2

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الرائع، فقد استفدت منه كثيرا، وأصبحت من المتابعين الدائمين له؛ إذ أحرص يوميا على قراءة المواضيع المنشورة فيه.

لدي مشكلة لا أعرف كيف أجد لها حلا، وهي: عقدت قراني على زوجتي -والحمد لله-، واتفقنا بعد العقد أن نقيم حفلا صغيرا نعلن فيه زواجنا رسميا، ثم أتمكن بعدها من الدخول بها وأعف نفسي.

لقد صبرت -ولله الحمد- سنوات طويلة، وأنا الآن أعيش في بلاد الغرب، حيث الأمر هنا أصعب بكثير من بلادنا من ناحية حفظ النفس وغض البصر.

زوجتي تسكن حاليا في مدينة مجاورة، ليست بعيدة عني، وكنا قد اتفقنا أن تبقى هناك حتى تنهي دراستها، ثم تنتقل بعد ذلك لتعيش معي، أي أن الأمر يحتاج حوالي ستة أشهر من الصبر، لكن حين حاولت أن أتحدث معها بلطف حول أهمية العلاقة الخاصة بين الزوجين، رفضت الأمر، وذكرت أنها غير مستعدة حاليا، وربطت كل شيء بإنهاء دراستها أولا، ثم بعد ذلك يمكن أن تتم العلاقة الزوجية الكاملة.

أنا الآن في وضع صعب لا يحسد عليه، بين مطرقة الحاجة الفطرية وسندان العفة والصبر، زوجتي على قدر من الأخلاق، وأهلها طيبون -والحمد لله-، وأعلم أن مثل هذه الزوجة يصعب العثور عليها في هذا الزمان، ولذلك لا أريد أن أخسرها، ولكن في الوقت نفسه لا أخفي عنكم أن وضعي النفسي أصبح مرهقا.

شيء آخر يتعلق بزوجتي، مثلا عندما نتناقش في موضوع ما تغضب وتقطع الحديث معي، وهذا الشيء يؤلمني، حاولت أن أشرح لها أهمية الحوار، وأن ينام كل واحد منا مرتاح البال، لكن -للأسف- هذا التصرف يعكر صفوي.

ملاحظة: أحيانا لا يصلني إشعار بخصوص الإجابة على الاستشارات السابقة. جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من نصح وتوجيه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الغريب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، وشكرا لك على الثناء على الموقع والتواصل، والقراءة للمحتوى الموجود فيه، وهذا يشرفنا، ونحن في خدمة أبنائنا وبناتنا، نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، كما نسأله -سبحانه وتعالى- أن يعين هذه الزوجة على فهم احتياجاتك كزوج، ونعتقد أنك -بحول الله وقوته- ستتجاوزها.

استعن بالله -تبارك وتعالى- وتواصل معها، واجتهدا دائما في أن يكون هناك نوع من الحوار الهادئ، فالبعد له أثر كبير، وكونها متعلقة بدراستها وحريصة على إكمالها، فهذا أيضا أرجو أن تتعامل معه بمنتهى الهدوء، أن تبين لها أهمية القراءة، وأنك سعيد بنجاحها وتفوقها، لكنك في نفس الوقت مشتاق إليها، ومشتاق إلى إكمال هذا المشروع، ونحو هذا من الكلام الطيب؛ لأن مثل هذه القناعات ومثل هذه الأمور ينبغي أن نتعامل فيها بمنتهى الهدوء.

وإذا كنت -ولله الحمد- قد ارتبطت بها، فيمكن أن تستبدل هذا بالتواصل معها والسؤال عنها، وهي تسأل عنك، وحاول دائما تجنب الأمور التي تجلب التصعيد، وتتجنب الأمور التي تثير الخلافات، ونسأل الله أن يوفقكم، وسعدنا أنك تريد أن تحافظ عليها، وهي بلا شك أيضا تريد أن تحافظ عليك، فنسأل الله أن يعينكم على إكمال هذا المشوار، واستعن بالله -تبارك وتعالى- واسلك سبيل العفاف.

نحن نوقن أن الوضع صعب، لكن ومن يستعف يعفه الله، ومن ‌يتصبر ‌يصبره الله، ومن يستغن يغنه الله، قال العظيم: {وليستعفف ‌الذين ‌لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله}، والذي صبرك في الفترة الماضية سيعينك على الصبر.

وكنا نتمنى لو أنها تواصلت مع الموقع، يعني شجع تواصلها حتى نعرض لها أهمية أن تلبي المرأة رغبات زوجها، ونبين لها أن مشروع الزواج هو مشروع حياة، وأن الزواج لا يمنع إكمال الدراسة ولا يمنع النجاح فيها، وعندنا نماذج كثيرة ممن تزوجوا وكانت أمامهم النجاحات الكبيرة في حياتهم، بل إن الإنسان بعد الزواج يشعر أن الذين ينتظرون نجاحه أكثر: الزوج، الأبناء، الزوجة، المستقبل؛ كل ذلك يعطي دافعا.

ومن المهم جدا أن ندرك أن الزواج لا يعني أن نتسرع بإنجاب الأطفال، فلا مانع من أن يتفق الزوج مع زوجته على مسألة تأخير الإنجاب -إذا كانت هناك ظروف دراسية، ولا يوجد استقرار أو نحو ذلك- فلا مانع من ذلك إذا كان بالاتفاق بين الزوجين، ونسأل الله أن يعينكم على الخير.

المهم الحوار الهادئ، التفاهم على هذه الأمور هو المطلب الذي ينبغي أن تركز عليه، وحتى تنام مرتاح البال تجنب الأمور التي تجلب غضب الطرف الثاني، وحاول دائما أن تلطف معها الجو، وأن تشعرها أنك تنتظرها وأنك سعيد بها، ونحو ذلك من الكلام الذي يطيب الخواطر.

وبلا شك نحن لا نؤيد ما يحصل منها، ولكن نتمنى أن تتواصل هي ليكون الحديث مباشرا معها، بأن تذكر الذي يحدث: وجهة نظرك، وجهة نظرها، حتى تسمع التوجيه من آبائها ومن طرف محايد، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات